قال ابن عبد الهادي في "التنقيح" ١/ ٥٠٠: هو حديث مرسل، فإن ابن أبي ليلى لم يسمع من أسيد بن حضير، والحجاج بن أرطاة تكلم فيه غير واحد من الأئمة. اهـ.
سابعًا: حديث البراء بن عازب رواه الترمذي (٨١) وأبو داود (١٨٤) وأحمد ٤/ ٢٨٨ وابن خزيمة ١/ ٢١ - ٢٢ كلهم من طريق الأعمش عن عبد الله بن عبد الله الرازي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء بن عازب قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الوضوء من لحوم الإبل، فقال:"توضؤوا منها" وسئل عن لحوم الغنم، فقال:"لا تتوضؤوا منها"، وسئل عن الصلاة في مبارك الإبل فقال:"لا تصلُّوا في مبارك الإبل فإنها من الشياطين" وسئل عن الصلاة في مرابض الغنم فقال: "صلُّوا فيها فإنها بركة" هذا لفظ أبي داود، ونحوه لفظ أحمد، ولم يذكر الترمذي "الصلاة" واقتصر على ذكر "الوضوء" فقط.
قلت: رجاله ثقات وعبد الله بن عبد الله هو الرازي مولى بني هاشم وهو ثقة، وثقه النسائي وغيره.
وقال الترمذي ١/ ٨٧: قال إسحاق: أصح ما في هذا الباب حديثان عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: حديث البراء بن عازب وحديث جابر بن سمرة. اهـ.
وصححه الإمام أحمد كما في "مسائل" ابنه عبد الله ص ١٨، ونقله أيضًا ابن عبد الهادي في "التنقيح" ١/ ٤٩٨.
وقال ابن خزيمة ١/ ٢٢: ولم نر خلافًا بين علماء أهل الحديث أن هذا الخبر أيضًا صحيح من جهة النقل لعدالة ناقليه. اهـ.