وأما ما وقع في الحديث من عدم ضبط متنه، أن المحفوظ في الحديث عن سفيان بدون زيادة "خريفًا".
وقال الحافظ في "الفتح" ١/ ٥٨٥: وقد وقع في "مسند" البزار من طريق ابن عيينة التي ذكرها ابن القطان: لكان أن يقف أربعين خريفًا، أخرجه عن أحمد بن عبدة الضبي عن ابن عيينة، وقد جعل ابن القطان الجرم في طريق ابن عيينة والشك في طريق غيره دالًّا على التعدد، لكن رواه أحمد وابن أبي شيبة وسعيد بن منصور، وغيرهم من الحفاظ عن ابن عيينة عن أبي المضر على الشك أيضًا. اهـ.
قال الألباني في "تمام المنة" ص ٣٠٢: قوله: "أربعين خريفا" فهذه الزيادة "خريفا" خطأ من ابن عيينة فإنه رواه عن أبي النضر عن بسر بن سعيد وخالفه مالك وسفيان الثووي، فقالا: قال أَبو النضر: "لا أدري أقال: أربعين يومًا، أو شهرًا أو سنة؟ " وهو رواية الجماعة وهو رواية أحمد عن ابن عيينة أيضًا، فهي تقوي خطأ رواية البزار عنه، ثم نقل قول الحافظ في "الفتح": فيبعد أن يكون الجزم -يعني قوله: خريفًا- والشك وقعا معًا في راوٍ واحد في حال واحدة. اهـ.
قلت: ورواه ابن أبي شيبة فاقتصر على لفظ أربعين، فقد رواه ١/ ٣١٦ قال: نا وكيع بن الجراح عن سفيان عن سالم بن أبي النضر به بلفظ: "لو يعلم أحدكم ماله في الممر بين يدي أخيه وهو يصلي من الإثم، لوقف أربعين". اهـ.