فقد رواه الترمذي (٥٩٥) قال: حدثنا هناد حدثنا عبدة ووكيع عن هشام عن أبيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر ... فذكر نحوه.
ورجح المرسل الترمذي حيث قال لما ذكر المرسل ٢/ ١٨٥: وهذا أصح من الحديث الأول. اهـ.
وتابع عبدة ووكيع على إرساله: سفيان بن عيينة كما هو عند الترمذي (٥٩٦).
فائدة: قال الترمذي ٢/ ١٨٥: قال سفيان قوله: بناء المساجد في الدور، يعني القبائل. ونحوه قال البيهقي ٢/ ٤٤٠.
ولما ذكر عبد الحق في "الأحكام الوسطى" ١/ ٢٨٦ حديث عائشة وحديث سمرة قال: الأول أشهر إسنادًا وإن كان قد روي مرسلًا عن عروة. اهـ.
وتعقبه ابن القطان في كتابه "بيان الوهم والإيهام" ٥/ ١٣٨ فقال: كذا قال، ويقتضي ظاهره بأن حديث سمرة شيء ملتفت إليه بحيث يفاضل بينه وبين حديث عائشة، وهذا لا شيء، فإن حديث عائشة لا شك في صحته، رفعه مسندًا جماعة من أصحاب هشام بن عروة ولا يضره إرسال ابن عيينة إياه عن هشام بن عروة عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأما حديث سمرة فإسناده مجهول البتة وفيه جعفر بن سعد بن سمرة وخبيب بن سليمان بن سمرة وأبوه سليمان بن سمرة، وما من هؤلاء من تعرف له حال وقد أجهد المحدتون فيهم جهدهم. اهـ.