إنما هي من الطوافين عليكم" فهذه متابعة لكبشة، وهذا سند لا أعلم به بأسًا؛ فبهذا اتضح وجه تصحيح الأئمة لهذا الحديث، وخطأ معلله، وبالله التوفيق فاستفده فإنه من المهمات اهـ.
ونقل البيهقي في "المعرفة" ١/ ٣١٤ عن الترمذي أنه قال سألت محمدًا -يعني البخاري- فقال جود مالك بن أنس هذا الحديث وروايته أصح من رواية غيره ثم قال البيهقي ويقرب من روايته رواية حسين المعلم عن إسحاق اهـ.
وللحديث طرق أخرى عن أبي قتادة لا تخلو من مقال.
فقد رواه أحمد ٥/ ٣٠٩ والبيهقي ٦/ ٢٤٦ كلاهما من طريق الحجاج عن قتادة بن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه بنحوه.
قلت في إسناده الحجاج بن أرطاة وهو صدوق سيئ الحفظ مدلس وقد عنعن وسيأتي الكلام عليه (١).
وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد" ١/ ٢١٧ فقال رجاله ثقات غير أن فيه الحجاج ابن أرطاة وهو ثقة مدلس اهـ.
ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" ١/ ١٩ قال حدثنا محمد بن الحجاج قال ثنا أسد بن موسى ثنا قيس بن الربيع عن كعب بن عبد الرحمن عن جده أبي قتادة قال رأيته يتوضأ فجاء هو فأصغى له حتى شرب من الإناء فقلت يا أبتاه لم تفعل هذا؟ فقال كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعله أو قال "هي من الطوافين عليكم"