وليستا تحية المسجد، قال شيخنا حفيدُه أبو العباس: وهذا غلط، والحديث المعروف في "الصحيحين"، عن جابر قال: دخل رجل يوم الجمعة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب، فقال:"أصليت؟ " قال: لا، قال:"فصل ركعتين ... " فهذا هو المحفوظ في هذا الحديث وأفراد ابن ماجه في الغالب غير صحيحة، هذا معنى كلامه، وقال شيخنا أبو الحجاج الحافظ المزي: هذا تصحيف من الرواة، إنما هو "أصليت قبل أن تجلس" فغلط فيه الناسخ، وقال: وكتاب ابن ماجه إنما تداولته شيوخ لم يعتنوا به بخلاف "صحيحي" البخاري ومسلم، فإن الحفاظ تداولوهما، واعتنوا بضبطهما وتصحيحهما، قال: ولذلك وقع فيه أغلاط وتصحيف قلت -أي ابن القيم-: ويدل علي صحة هذا أن الذين اعتنوا بضبط سنن الصلاة قبلها وبعدها وصنفوا في ذلك من أهل الأحكام والسنن وغيرها، لم يذكر واحد منهم هذا الحديث في سنة الجمعة قبلها. اهـ.
ثالثًا: حديث أبي ذر رواه ابن حبان "الموارد": (٩٤)، (٣٢٢) قال: حدثنا الحسن بن سفيان الشيباني والحسين بن عبد الله القطان بالرقة وابن سليم -واللفظ للحسن- قالوا: حدثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني حدثنا أبي عن جدي عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر قال: دخلت المسجد فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس وحده، فقال:"يا أبا ذر إن للمسجد تحية، وإن تحيته ركعتان، فقم فاركعهما ... " فذكره بطوله وفيه ذكر عدد الأنبياء.