ورواه أيضًا أحمد ٤/ ٣٤٠ وابن حبان "الموارد"(٤٨٤) كلاهما من طريق يحيى بن سعيد القطان عن ابن عجلان عن علي بن يحيى بن خلاد عن أبيه عن عمه رفاعة بن رافع وكان بدريًّا، قال كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد فدخل رجل فصلى في ناحية المسجد، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرمقه، ثم جاء فسلم فردَّ عليه، وقال:"ارجع فصل، فإنك لم تصل" فرجع فصلى، ثم جاء فسلم، فرد عليه وقال:"ارجع فصل، فإنك لم تُصَلِّ" قال: مرتين أو ثلاثًا، فقال له في الثالثة أو في الرابعة: والذي بعثك بالحق، لقد أجهدت نفسي فعلمني، وأرني، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أردت أن تصلي فتوضأ فأحسن وضوءك ثم استقبل القبلة ثم كبر ثم اقرأ ثم اركع حتى تطمئن راكعًا ثم ارفع حتى تطمئن قائمًا ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا تم ارفع حتى تطمئن جالسًا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثم قم فإذا أتممت صلاتك على هذا فقد أتممتها، وما انتقصمت من هذا من شيء فإنما تنقصه من صلاتك".
قلت: رجاله ثقات، وإسناده قوي، والإسنادان مدارهما على يحيى بن خلاد بن رافع بن مالك الزرقي، وهو له رؤية وقد قيل: أُتي به النبي - صلى الله عليه وسلم - فحنكه، كما ذكره الحافظ ابن حجر في "الإصابة" ٦/ ٣٥٦.
وذكره ابن حبان في "ثقات التابعين".
قلت: إن ثبت تحنيك النبي - صلى الله عليه وسلم - له ينبغي أن يُعَدَّ من صغار الصحابة. والله أعلم.