قلت: تفرد بذكر التشهد أشعث بن عبد الملك الحمراني عن ابن سيرين وخالف الثقات، فالذي يظهر أنه شذ بذكر التشهد.
قال البيهقي ٢/ ٣٥٥: تفرد به أشعث الحمراني وقد رواه شعبة ووهيب وابن علية والثقفي وهشيم وحماد بن زيد ويزيد بن زريع وغيرهم عن خالد الحذاء، لم يذكر أحدٌ منهم ما ذكر أشعث عن محمد عنه، ورواه أيوب عن محمد قال أخبرت عن عمران فذكر السلام دون التشهد، وفي رواية هشيم ذكر التشهد قبل السجدتين وذلك يدل على خطأ أشعث فيما رواه اهـ.
وتعقب ابن التركماني البيهقي بما خلاصته: أن أشعت ثقة وأن الزيادة من الثقة مقبولة.
وفي تعقبه نظر، لأن زيادة الثقة ليست مقبولة مطلقًا بل لا بد من النظر في القرائن سواء كانت في الراوي أو في المروي وقبول الأئمة لها.
وبهذا السبب ضعف الألباني الحديث، فقال في "الإرواء" ٢/ ١٢٩ - ١٢٨: ضعيف شاذ. اهـ. ولما ذكر الإسناد، قال: الإسناد صحيح، لولا أن لفظة "ثم تشهد" شاذة فيما يبدو، فقد أخرج مسلم وأبو عوانة في صحيحيهما من طرق أخرى عن خالد الحذاء به، أتم منه، وليس فيه هذه الزيادة ... اهـ. وسيأتي تخريج حديث خالد الحذاء بعد قليل. وقد حكم الأئمة بشذوذها.
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" ٣/ ٩٨: وضعفه البيهقي وابن عبد البر وغيرهما ووهموا رواية أشعت لمخالفته غيره من الحفاظ