ونقل الزيلعي في "نصب الراية" ٢/ ٣٨ عن البزار أنه قال: أما حديث حصين، فإن حصينًا لم يكن بالحافظ، فلا يحتج بحديثه في حكم. اهـ.
قلت: وهذا غريب منه رحمه الله، فإن الأئمة وثقوه ولا أعلم من ضعفه إلا لما طرأ عليه في آخر عمره، قال الإِمام أحمد: ثقة من كبار أصحاب الحديث. اهـ. وسماع من ذكرنا قديم. ورجح أبو حاتم والإمام أحمد الطريق الأول.
فقال ابن أبي حاتم في "العلل"(٢٧١): سألت أبي عن حديث رواه حصين عن هلال بن يساف عن زياد بن أبي الجعد عن وابصة: أن رجلًا صلى خلف الصف وحده فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يعيد، ورواه عمرو بن مرة عن هلال بن يساف عن عمرو بن راشد عن وابصة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قلت لأبي: أيهما أشبه، قال: عمرو بن مرة أحفظ. اهـ.
وقال الدارمي ١/ ٢٩٥: كان أحمد بن حنبل يثبت حديث عمرو بن مرة وأنا أذهب إلى حديث يزيد بن زياد بن أبي الجعد. اهـ.
وقال عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" ١/ ٣٥٦: هلال ثقة وزياد ثقة، وقد أسندوا الحديث والاختلاف الذي فيه لا يضره. اهـ.
ووجح ابن حبان وابن حزم الطريقين، فقد قال ابن حبان ٣/ ٣١٢: سمع هذا الخبر هلال بن يساف عن عمرو بن راشد عن وابصة بن معبد وسمعه من زياد بن أبي الجعد عن وابصة، والطريقان جميعًا محفوظان. اهـ.