قلت: وعبد الوهاب صدوق ربما أخطأ وأنكر عليه بعض الأحاديث وقد أعل هذا الحديث بالوقف ورجح أَبو حاتم وقفه.
فقد قال ابن أبي حاتم كما في "علل الحديث"(٣٠٧) أنه سأل أباه عن حديث رواه أَبو بكر الحنفي عن الثوري عن أبي الزبير عن جابر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل على مريض وهو يصلي على وسادة قال: هذا خطأ إنما هو عن جابر قوله أنه دخل على مريض فقيل له. فقيل له: فإن أبا أسامة قد روى عن الثوري هذا الحديث مرفوعًا فقال: ليس بشيء هو موقوف. اهـ.
ونقل الزيلعي في "نصب الراية" ٢/ ١٧٥ عن عبد الحق أنه قال في "أحكامه" رواه أَبو بكر الحنفي وكان ثقة - عن الثوري عن أبي الزبير عن جابر، ولا يصح من حديثه إلا ما ذكر فيه السماع أوكان من رواية الليث عن أبي الزبير. اهـ.
قلت: فيما قاله نظر وقد سبق بحث رواية أبي الزبير عن جابر في غير هذا الحديث (١).
وللحديث طريق آخر عند أبي يعلى كما في "مسنده"(١٨٠٥) قال: حدثنا أَبو الربيع حدثنا حفص بن أبي داود عن محمد بن عبد الرحمن عن عطاء عن جابر بن عبد الله قال: عاد ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - مريضًا وأنا معه، فرآه يصلي ويسجد على وسادة، فنهاه وقال: إن استطعت أن تسجد على الأرض فاسجد، وإلا فأومى إيماءً، واجعل سجودك أخفض من الركوع.