يكفن فيه إلا بردة. وقتل حمزة -أو رجل آخر- خيرٌ مني فلم يوجد له ما يُكَفن فيه إلا بردة. لقد خشيت أن يكون قد عُجِّلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا، ثم جعل يبكي.
وفي رواية له (١٢٧٥): وقتل مصعب بن عمير -وهو خير مني- كُفن في بردة إن غطي رأسه بدت رجلاه، وإن غطي رجلاه بدا رأسه.
وروى أيضًا قصة تكفين مصعب بن عمير البخاري (١٢٧٦) من حديث خباب فأمرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن نُغَطي رأسه، وأن نجعل على رجليه من الإذخر.
ثالثًا: حدث أبي قتادة رواه الترمذي (٩٩٥) قال: حدثنا محمد بن بشار حدثنا عمر بن يونس حدثنا عكرمة بن عمار عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي قتادة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا ولِيَ أحدكم أخاه فليحسن كفنه".
قال الترمذي ٣/ ٣٧٧: هذا حديث حسن غريب. اهـ.
قلت رجاله لا بأس بهم. وعكرمة بن عمار العجلي. إنما ضعفه الإمام أحمد وابن المديني روايته عن يحيى بن أبي كثير. وفي سماع محمد بن سيرين من أبي قتادة تأمل. ولم أجد أحدًا من الأئمة تكلم عن سماعه من أبي قتادة نفيًا أو إثباتًا. ولم يذكر المزي في "تحفة الأشراف" ٩/ ٢٦٤ حديثًا من رواية محمد بن سيرين عن أبي قتادة إلا هذا الحديث. والله أعلم.