وقد اقتصر البوصيري في تعليقه على "زوائد ابن ماجه" بإعلاله بهذه العلة فقط. وهذا قصور ظاهر.
خامسًا: حديث أنس بن مالك رواه الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" ٢/ ٤١١ قال: حدثنا أحمد بن زهير ثنا محمد بن عبد الله بن عقيل المقرئ. ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا حماد بن سلمة عن حميد عن يونس عن أنس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كفن في ثلاثة أثواب أحدها قميص.
قال الطبراني عقبه: لم يروه عن حميد إلا حماد، ولا عنه إلا مسلم، تفرد به المقرئ. اهـ.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٣/ ٢٤: إسناده حسن. اهـ.
قلت: في إسناده محمد بن عبد الله بن عقيل الهلالي وسبق الكلام عليه. وحميد الطويل ثقة لكن وصف بأنه يدلس. وقد عنعن لكن قال مؤمل بن إسماعيل: عامة ما يرويه حميد عن أنس سمعه من ثابت -يعني البناني- عنه كما في "جامع التحصيل" لكن في متنه علة وهي مخالفتة لحديث عائشة الذي في "الصحيحين" من أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كفن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص ولا عمامة. وفي هذا الحديث نفى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كفن في قميص، وفي حديث حميد إثباته. وهذا تناقض.
وروى الحاكم ١/ ٣٦٥ - ٢/ ١٢٠ وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو يعلى كما في "المطالب"(٨٠٢) والطبراني في "الكبير" ٣ / رقم (٢٩٣٩)