أصحاب "الموطأ" عن مالك. وكذلك قال عمار بن مطر عن إبراهيم بن سعد. وكذلك قال أشهب بن عبد العزيز عن الليث بن سعد ومالك عن الزهري وقالوا: كلهم في أحاديثهم: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - بين العتق أو الصيام أو الإطعام.
ورواه نعيم بن حماد وابن عيينة، فتابعهم على أن فطره كان مبهمًا وخالفهم في التخير، ورواه عن الزهري أكثر عددًا بهذا الإسناد. وقالوا فيه: إن فطره كان بجماع وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمره أن يعتق فإن لم يجد صام، فإن لم يستطع أطعم منهم عراك بن مالك ويونس بن يزيد وعقيل بن خالد وشعيب بن حمزة ومعمر وإبراهيم بن سعد ومحمد بن أبي عتيق والليث بن سعد والنعمان بن راشد والأوزاعي والحجاج انتهى كلام الدارقطني.
فالذي يظهر أن رواية مالك وابن جريج ويحيى بن سعد وقع فيها اختصار أو أنها كانت بالمعنى.
لهذا قال ابن حزم في "المحلى" ٦/ ١٨٦: لما ذكر رواية مالك واين جريج ويحيى بن سعيد قال: روى من ذكرنا عن الزهري مجملًا مختصرًا، ورواه الآخرون الذين ذكرنا قبل وأتوا بلفظ الخبر كما وقع وكما سئل عليه السلام وكما أفتى، وبينوا فيه أن تلك القصة كانت وطء لامرأته ورتبوا الكفارة كما أمر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وأحال مالك وابن جريج ويحيى صفة الترتيب وأجملوا الأمر. اهـ.
وقال ابن قدامة في "المغني" ٣/ ٦٧: أما الدليل على وجوب الترتيب؛ فالحديث الصحيح الذي رواه معمر ويونس والأوزاعي