نوفل الهاشمي قال: كان أبي الحارث على أمر من أمر مكة في زمن عثمان فأقبل عثمان رضي الله عنه إلى مكة فقال عبد الله بن الحارث: فاستقبلت عثمان بالنزل بقديد، فاصطاد أهل الماء حجلًا، فطبخناه بماء وملح، فجعلناه عُراقًا للثريد فقدمناه إلى عثمان وأصحابه. فأمسكوا، فقال عثمان: صيد لم أصطده، ولم نأمر بصيده، اصطاده قوم حل فأطعموناه، فما بأس؟ فقال: عثمان من يقول في هذا؟ فقالوا: عليّ. فبعث إلى علي رضي الله عنه. فجاء، قال عبد الله بن الحارث: فكأني أنظر إلى علي حين جاء وهو يحت الخبط عن كفيه، فقال له عثمان: صيد لم نصطده ولم نأمر بصيده، اصطاده قوم حل فأطعمونا فما بأس، قال: فغضب عليّ وقال: أَنشُد الله رجلًا شهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أُتي بقائمة حمار وحش فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنا قومٌ حُرُمٌ فأطعموه أهل الحل" فشهد اثنا عشر رجلًا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ثم قال عليّ: أنشُدُ الله رجلًا شهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أتى ببيض النعام، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنا قوم حرم أطعموه أهل الحل" قال: فشهد دونهم من العدة من الاثني عشر. قال: فثنى عثمان وَرِكَه عن الطعام، فدخل رحله، وأكل ذلك الطعام أهل الماء.
ورواه أحمد ١/ ١٠٠ قال: ثنا هدبة عن خالد ثنا همام ثنا على ابن زيد به بنحوه مختصرًا.
ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" ٢/ ١٦٨ من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد أن عثمان هكذا.