على هذا الحديث عند بعض أهل العلم، وهو قول أحمد وإسحاق. وسألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فقال: هو حديث حسن، وقال: لا أعرفه من حديث أبي إسحاق إلا من رواية شريك قال محمد. حدثنا معقلُ بن مالك البصريُّ، حدثنا عقبةُ بن الأصمّ، عن عطاءٍ، عن رافع بن خديج، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوَه.
وقال الترمذي في "العلل الكبير" ١/ ٥٦٤: سألت محمدًا عن هذا الحديث فقال: هو حديث شريك الذي تفرد به عن أبي إسحاق. هكذا ولم ينقل تحسين البخاري. فجائز أن يكون الترمذي سأله في موطن آخر، أو أنه سقط نقل تحسين البخاري من كتاب "العلل"، والله أعلم.
وقال ابن عبد الهادي في "المحرر" ٢/ ٥٠٨ حُكي عن البخاري أنه قال: حسن صحيح، وحكى الخطابيُّ عن البخاري أنه ضعفه. فالله أعلم. اهـ.
ونقل أيضًا تحسين البخاري الحافظ ابن حجر في "النكت على ابن الصلاح" ١/ ٤٢٩ ثم قال: تفرد شريك بمثل هذا الأصل عن أبي إسحاق مع كثرة الرواة عن أبي إسحاق مما يوجب التوقف عن الاحتجاج به، لكنه اعتضد بما رواه الترمذي أيضًا من طريق عقبة بن الأصم عن عطاء عن رافع - رضي الله عنه - فوصفه بالحسن لهذا. اهـ
وقال الزركشي كما في "شرحه" ٢/ ١٦٠. قال البخاري هو حديث حسن، وعليه اعتمد أحمد فقال في رواية علي بن سعيد: آخذ به، وفي رواية حرب أذهب إليه اهـ.