قال: مِن أهل الشمام، يروي عن المقدام بن معدي كرب، روي عنه أهل الشام، مات سنة يست وعشرين ومئة، والمقدام كانت وفاته سنة سبع وثمانين، فبين وفاتيهما تسع وثلاثون سنة، فمن الممكن أن يدركه، فإذا صَحَّ تصريحُه بالسماع منه، فقد ثبت إدراكه إياه، وإلى ذلك يشيرُ كلام ابن حبان المتقدم، وعليه جري في "صحيحه" حيث أخرج الحديث فيه كما سبقت الإشارة إليه، وكذلك الترمذي فإنه قال عقبه: هذا حديث حسن صحيح (١).
وأما الحاكم فسكت عليه خلافًا لدادته، فتعقبه الذهبي بقوله: صحيح إذا عرفت ما بَيَّنَّا، فقول ابن أبي حاتم في "كتابه" ٤/ ٢ / ١٣٣، وتبعه في "تهذيب التهذيب": روي عن المقدام بن معدي كرب، مرسل، فهو غير مسلم، وكأنه قائم علي عدم الاطلاع علي هذا الإسناد الصحيح المصرح بسماعه منه. والله أعلم. اهـ.
قلت: وبيان هذا أن أبا المغيرة رواه عن سليمان بن سليم الحمصي، ثنا يحيى بن جابر، قال: حدثنا المقدام به، هكذا صرح بذكر السماع عند أحمد ٤/ ١٣٢، والحاكم ٤/ ٣٣١ بين ابن جابر والمقدام. ولم يذكر السماع عند الطبراني في "الكبير" ٢٠/ ٢٧٢ - ٢٧٣ وفي "الشاميين"(١٣٧٥)، وخالف أبا المغيرة إسماعيلُ بن
(١) وكذا هو في "عارضة الأحوذي" لأبي بكر بن العربي و"تحفة الأحوذي" للمباركفوري. وقال المزي في "تحفة الأشراف" ٨/ ٥١٢. وقال: حسن. وفي بعض النسخ: حسن صحيح. اهـ.