ولما نقل ابن القطان في كتابه "بيان الوهم والإيهام" ٣/ ٦٠٤ تحسين عبد الحق للحديث، تعقبه فأعله بعثمان بن سعد. وقال ابن مفلح في "الفروع" ٢/ ٩٥: إسناده ضعيف. اهـ.
وقد خولف في إسناده، فقد رواه ابن حبان في "روضة العقلاء" ص ٤١ والبيهقي في "الشعب"(٥٠٢٦) كلاهما من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس: أن لقمان كان عند داود وهو يسرد الدرع، فجعل يفتله هكذا بيده، فجعل لقمان يتعجب ويريد أن يسأله، فتمنعه حكمته أن يسأل. فلما فرغ منها ضَمَّها علي نفسِه. وقال: نِعم درع الحرب هذه. فقال لقمان: إن الصمت من الحكم وقليل فاعله. كنت أُريد أن أسألك فسكتُّ حتَّى كفيتني.
قلت: هذا إسناد قوي.
قال البيهقي عن إسناد عثمان بن سعد الكاتب: غلط في هذا عثمان بن سعد. اهـ. ثم قال عن رواية ثابت: هذا هو الصحيح عن أنس أن لقمان. قال: الصمت حكم وقليل فاعله.
ونحوه قال في "شعب الإيمان" ٤/ ٢٦٤.
وقال العراقي في "تخريج الإحياء" ٣/ ١٠٨: أخرجه أبو منصور الديلمي في "مسند الفردوس" من حديث ابن عمر بسندٍ ضعيف، والبيهقي في "الشعب" من حديث أنس بلفظ: "حكم" بدل "حكمة" وقال: غلط فيه عثمان بن سعد. والصحيح رواية ثابت. والصحيح عن أنس أن لقمان قال. ورواه كذلك هو وابن حبان في "روضة العقلاء" بسندٍ صحيح إلي أنس. اهـ.