[موقف أعداء الإسلام من المسلمين]
الحمد لله رب العالمين، حمد عباده الشاكرين الذاكرين، حمداً يوافي نعم الله علينا، ويكافئ مزيده، وصلاة وسلاماً على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد، اللهم صل وسلم وبارك عليه صلاة وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين.
أما بعد: فنسأل الله عز وجل: ألا يدع لنا ذنباً إلا غفره، ولا مريضاً إلا شفاه، ولا عسيراً إلا يسره، ولا كرباً إلا أذهبه، ولا هماً إلا فرجه، ولا ديناً إلا سدده وقضاه، ولا ضالاً إلا هداه، ولا مظلوماً إلا نصره، ولا ظالماً إلا قصمه، ولا عيباً إلا ستره، ولا صدراً ضيقاً إلا شرحه.
اللهم اشرح لنا صدورنا، اللهم اشرح لنا صدورنا، اللهم اشرح لنا صدورنا، وبلغنا مما يرضيك آمالنا، اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، اجعل ثأرنا على من ظلمنا، اللهم من أراد بنا شراً فاجعل اللهم كيده في نحره.
اغفر لنا والمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات.
ارزقنا يا مولانا قبل الموت توبة وهداية، وعند الموت روحاً وراحة، وبعد الموت إكراماً ونعيماً، أكرمنا ولا تهنا، أعطنا ولا تحرمنا، زدنا ولا تنقصنا، كن لنا ولا تكن علينا، آثرنا ولا تؤثر علينا، نعوذ بك من الفقر إلا إليك، ومن الذل إلا لك، ومن الخوف إلا منك، ونعوذ بك ربي أن نقول زوراً، أو نغشى فجوراً، أو نكون بك من المغرورين.
نعوذ بك من عضال الداء، وشماتة الأعداء، وخيبة الرجاء، وزوال النعمة، وفجأة النقمة، اللهم أغننا بالافتقار إليك، اللهم أغننا بالافتقار إليك، ولا تفقرنا بالاستغناء عنك، اغفر لنا وارحمنا، عافنا واعف عنا، سامحنا وتقبل منا.
اللهم تب على كل عاص، واهد كل ضال، واشف كل مريض، وارحم كل ميت، فرج كرب المكروبين.
اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا، ثقل بهذه الجلسات موازيننا يوم القيامة، اجعلها خالصة لوجهك الكريم، أنر بها على الصراط أقدامنا يوم القيامة، اللهم أنر لنا الطريق على الصراط يوم القيامة، أظلنا بظل عرشك يوم لا ظل إلا ظله.
اللهم اسقنا من حوض الكوثر شربة لا نظمأ بعدها أبداً، نسألك أن نصحب رسول الله في جنة الفردوس الأعلى يا أكرم الأكرمين، اللهم لا تحرمنا من النظر إلى وجهك الكريم، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسيلما ًكثيراً.
أيها الإخوة الأحباب! هذه بمشيئة الله عز وجل هي الحلقة السادسة في حدثينا عن السيرة العطرة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه الليلة هي ليلة مولد خير إنسان عرفته البسيطة، وخير خلق الله عرفته السماوات والأرض، سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، اللهم احشرنا في زمرته، وأوردنا حوضه، واحشرنا تحت لوائه، وحببنا فيه في الدنيا وفي الآخرة جواراً وقربة يا أكرم الأكرمين! ويا رب العالمين! ويأتي مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا العام وفي كل قلب مسلم كرب وغصة، وألم وأسى، مما وصلت إليه أحوال المسلمين، ولا يجب أبداً على المسلمين أن يظهروا مظاهر الاحتفال؛ لأن هناك ما يهمهم، وما يؤلمهم، فهناك معتد ومعتدى عليه، وهنا مسلم لا يحب أخاه المسلم، وهجوم من جميع الأطراف على جميع الأطراف بالكلام وبعدم الاقتناع، حتى خاض الناس في أهل العلم الذين يأخذون بأيدي الناس إلى الصراط المستقيم، ونسأل الله سبحانه العصمة والمغفرة والرحمة، إن لم نكن أهلاً لرحمتك فرحمتك أهل أن تصل إلينا.
اللهم عاملنا بفضلك ولا تعاملنا بعدلك، اللهم إن عاملتنا بفضلك رحمتنا، وإن عاملتنا بعدلك أهلكتنا ولك الحق علينا، يا أكرم من سئل، ويا خير من أعطى، ويا أكرم الأكرمين! يأتي المولد النبوي، والغرب الصليبي والشرق الشيوعي قد أعدا عدته لكي يستأصلا شأفة المسلمين، كل على اختلاف عقائدهم ومذاهبهم قد اجتمعوا على شيء واحد، وهو عداوة الإسلام، وعداوة نبي الإسلام، وعداوة القرآن الكريم.
وللأسف الشديد نحن الذين مكناهم من هذا الأمر، فلو تمسك حكام المسلمين ومحكوموهم قيادة وشعوباً بالكتاب والسنة لما خرجت هذه الجرذان من جحورها لتتغلب علينا، ما غلب المسلمون أعداءهم ًبالعدد ولا بالعدد، رغم قلة عددهم وعتادهم إلا بطاعة المسلمين لله وبمعصية أعدائهم له.
نحن جئنا في زمن كشَّر الجميع عن أنيابه ضد الإسلام، وضد نبي الإسلام، وأعلن أغلب أعضاء الكنجرس الأمريكي أنهم لا يخافون أبداً من الشيوعية، وقالوا بالتعبير الواضح: لقد تقلمت أظافر الشيوعية، فلم يصر للشيوعية مكانة على الأرض، وإنما القوة التي يخافون منها أو الزحف القادم الذي يعملون حسابه هو الزحف الإسلامي.
فيستغلون أي فرصة للإيقاع بين المسلم وأخيه المسلم، وبين الدولة المسلمة والدولة المسلمة، وإقناع المسلمين بأشياء ليس طعناً في الإسلام ظاهراً، ولكن يظهر لمل ذي عقل وفقه أن هناك عداء مستحكماً ضد الإسلام والمسلمين وضد بلاد الإسلام.
هناك خطة لتجويع العالم الإسلامي، وخطة لنهب ثروات العالم الإسلامي، وخطة موضوعة سواء من الغرب الصليبي أو الشرق الشيوعي أو من اليهود والصهيونية العالمية في جميع مؤتمراتهم، فلا يجتمعون إلا وتقطر قلوبهم حقداً على الإسلام، يريدون إيقاف الزحف الإسلامي أو المد الإسلامي.
وأكثر ما يخيف أعداء الإسلام أن المسلمين بدءوا ينتبهون في بقاع الأرض للتربية الإسلامية في البيوت، فقال الأعداء: إن تربية الولد والبنت على الإسلام وعلى الكتاب والسنة دليل على أن المسلم عندما يتمسك بإسلامه لا يستطيع أحد مهما بلغ من قوة، ولا تستطيع قوة مهما بلغت من حجم أن تغلب مسلماً أو مسلمين يشهدون بحق: أن لا إله إلا الله، ولا خالق للكون ولا مدبر له ولا مصرف له إلا الله رب العالمين.