فالإخلاص السر الذي فيه أن الملك لا يكتبه، والشيطان لا يفسده، والعبد لا يعرفه فأول نوع من الناس مخلص متابع، عنده إخلاص في العمل ومتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فالذي عمله الرسول يعمله، والذي لم يعلمه لا يعمله.
يروى أن سهل بن عبد الله ذهب إلى أحد أصحابه فأحضر له بطيخاً فلم يأكل، فقال له: ما هذا يا سهل؟! هل البطيخ فيه نص؟! قال: لا، قال: فلم لا تأكل؟! قال: لم يصلني كيف كان يأكله رسول الله.
فانظر إلى المتابعة إلى أي حد وصلت.
وأبو ذر وضع مرة رجله اليسرى في نعله اليسرى، فتصدق بدينار، فقالوا: لماذا يا أبا ذر؟! قال: خالفت سنة حبيبي؛ إذ كان الأفضل أن يضع رجله اليمين أولاً.
وسيدنا أبو طلحة الأنصاري الصحابي الجليل كان واقفاً في بستانه يصلي، فجاء عصفور يشقشق في الشجرة، فشغله العصفور في الصلاة، فصلى وهو مشغول بالعصفور، فبعدما سلم ذهب إلى الحبيب فأخبره وقال: فأشهدك أني قد تصدقت بالبستان لله رب العالمين.
وسيدنا الحبيب روت عنه السيدة عائشة أنها غيرت له شراك نعله البالي، وكان الرسول يصلي أحياناً بنعليه، فلما صلى قال:(أين شراك نعلي القديم، قالت: ولم يا رسول الله! قال: لقد كاد الشراك الجديد أن يشغلني في الصلاة)، يعني: رباط الحذاء الجديد كان سيشغلني في الصلاة، فهو يخشع مع الله رب العالمين.
والنوع الثاني من الناس: ليس عندهم إخلاص ولا متابعة، فهؤلاء فاسقون فجرة.