إذاً: فالمسلم إذا تقلب في نومه نطق بالشهادتين، وإذا نام يدعو بالدعاء المعروف وهو قوله:(يا رب! أنت خلقت نفسي وأنت تتوفاها، لك مماتها ومحياها، فإن أمتها فاغفر لها، وإن أحييتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين).
فإن لم تحفظ هذا الذكر كله، فقل: يا رب! أنت خلقت نفسي وأنت الذي تتوفاها، يا رب! فاحفظني، وإن أمتني هذه الليلة فتب علي واغفر لي، فلا أدري أأقوم الصبح أم لا أقوم، ولعل هذه آخر نومة لي، ولكن للأسف أن كثيراً من الناس لا يرجعون المظالم ولا يصالحون أهاليهم إلا إذا أرادوا أن يحجوا، مع أن الواحد قد ينام ولا يقوم من نومه، فلماذا لا يرجع حقوق الناس قبل ذلك؟! والعبد عندما يموت يكون الأمر كما قال أهل العلم:(إذا زرتم المريض -أي: مرض الموت- فنفسوا له في أجله) يعني: أعطه أملاً، فقل له: ما شاء الله، صحتك جيدة، وادع له، فربنا يقول للشيء: كن فيكون، ريحه نفسياً، واعطه أملاً أكبر.
حصل قديماً أن زير مريض فقيل له: ما لك؟ قال: اسكت، صدري ينقبض علي ويختنق، وأشعر أن روحي سوف تخرج، فقال له: هذا المرض الذي مات فيه عمي! فأغلق على الرجل كل أمل.
إذاً: لا تجعله يائساً، بل اجعل عنده أملاً، وعندما تجعل الرجل يشعر برحمة الله تتحسن الحالة الشديدة، فقد يقول الأطباء: هذا الرجل لن يعيش، أو هذه المرأة لن تعيش، هذا من حيث العلم النظري، أما الحقيقة فلا يعلمها إلا الله، وإنما هذه بوادر علمية.