للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تألفه الناس بالعطاء والنوال]

ودخل عليه أحد المؤلفة قلوبهم بعد غزوة حنين، فلمح في عيني الرجل أنه يريد المال، فرأى الرجل غنماً بين جبلين فقال: ما أكثر هذه الغنم! فقال: (أتحب أن يكون لك مثلها؟ فقال الرجل: نعم) وهل أحد يكره أن يكون له مثل ذلك؟! (فقال: هي لك) فالرجل أخذ قطيع الغنم ورجع إلى قبيلته وكان عددها عشرين ألفاً وقال: أيها الناس! إني لكم ناصح أمين، آمنوا بمحمد؛ فإنه يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، فدخلوا في دين الله.

فالنبي صلى الله عليه وسلم ترك له مجموعة من النعاج، ولكن الخير الذي وراءه كان كثيراً.

وقد وقعت صفية بنت حيي في السبي بعد خيبر، فأعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوجها.

وكانت السيدة عائشة والسيدة حفصة تقولان لها: يا ابنة اليهودية.

لأن أمها ماتت على اليهودية، فشكت ذلك للرسول صلى الله عليه وسلم، فكان يقول لها: (قولي لهما: إن كانت أمي يهودية فأبي هارون وعمي موسى وزوجي محمد، فأين لكما من هؤلاء؟!) فهل أحد يجتمع له أب وعم وزوج مثل هؤلاء الثلاثة؟! فأبوها في السلالة سيدنا هارون، وعمها سيدنا موسى أخوه، وزوجها محمد صلى الله عليه وسلم، فمن التي يجتمع لها مثل هذا؟!

<<  <  ج: ص:  >  >>