ذكر الله في القرآن الكريم أن يوسف عليه السلام دخل معه السجن فتيان {قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}[يوسف:٣٦] أي: أنت رجل وجهك يشع منه النور.
ففسر يوسف لكل واحد منهما رؤياه: فالأول سينجو ويكون له شأن في القصر، والآخر سيصلب فتأكل الطير من لحمه {قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ}[يوسف:٤١].
قال تعالى:{وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا}[يوسف:٤٢] أي: استيقن أنه سينجو {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ}[يوسف:٤٢] أي: اذكرني عند الملك وقل له: هناك شخص مظلوم مرمي في السجن منذ سنين فانظر إليه نظرة، قال {فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ}[يوسف:٤٢] فأنسى الشيطان يوسف ذكر مولاه وربه الحقيقي عز وجل، فكان من نتيجة هذا أن لبث في السجن بضع سنين.