وفي حديث السبعين ألفاً أخبر صلى الله عليه وسلم بأن سبعين ألفاً من أمته يدخلون الجنة بدون حساب، وكان عنده أعرابي جالساً فقال:(ألم تستزد ربك يا رسول الله؟ فقال: استزدته.
فقال: ماذا أعطاك؟ قال: أعطاني مع كل واحد من السبعين ألفاً سبعين ألفاً) فوضع عمر يده على فم الأعرابي، فرفع يد عمر وقال: يا ابن الخطاب! إن الله هو الذي يعطي، ولو كان العطاء بيدك -يا ابن الخطاب - لما دخل الجنة أحد.
فتبسم الحبيب صلى الله عليه وسلم، ولو صورنا سيدنا الحبيب في ليل أو نهار لوجدناه بسام المحيا صلى الله عليه وسلم، والذين وصفوه قالوا: كان نضاح المحيا، أي: كأنه خارج من الحمام، حتى في وسط المعركة تنظر إليه فتقول: كأنه مستحم في هذا الوقت صلى الله عليه وسلم.
وما وقعت ذبابة على جسده الشريف قط، كأن يده أخرجت من جؤنة عطار، أي كأنه غمسها في إناء العطور وأخرجها، وكان يمسح على وجه الصحابي فتظل الرائحة على وجهه من الجمعة إلى الجمعة.
وقد جاء قتادة، وكان دميم الوجه، فكلما أراد أن يخطب امرأة قالت: لا أريده، فجاء بمسكنة وبأدب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: هل أتزوج من الحور العين يا رسول الله في الجنة؟ يعني: إذا كنت غير مقبول في الدنيا، فهل لي في الآخرة من أمل؟! فقال صلى الله عليه وسلم:(بل تتزوج في الدنيا والآخرة)، ومسح بيده على وجه قتادة، فأصبح جميلاً، فيده كلها فيها الخير صلى الله عليه وسلم.