قال:(وارغبوا فيما أنتم عليه سوف تقدمون): أي: لتكن عندكم رغبة في الذي عند الله عز وجل، فإن عنده نعيماً لا يزول، {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}[آل عمران:١٣٣]، قالوا: صفها لنا يا رسول الله، قال:(إن أدنى أهل الجنة منزلة لرجل ينظر في ملكه ألفي سنة) قال: إنه يبلغ ملكه ألفين سنة وهو يمشي، فإذا بالشجر يسلم عليه، والغلمان الذين إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثوراً يسلمون عليه، والملائكة يسلمون عليه، وثم يؤذن مؤذن فيقول: والآن يسلم عليكم ربكم فيقول: سلام عليكم عبادي، إني قد رضيت عنكم، فهل رضيتم عني؟! يقول تعالى:{وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ}[التوبة:٧٢]، فتنسى كل الهموم التي كنت تعانيها في الدنيا.
حتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:(يشتهي رجل في الجنة الزرع)، رجل يريد أن يزرع:{لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ}[الزمر:٣٤] قال: (فيزرع ويخرج الزرع في نفس الوقت فيأكل، فيقول الله: دونك يا ابن آدم فإنه لا يشبعك شيء).
وكان الأعرابي من أجل البادية في الصحراء جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: والله لا يكون إلا قرشي أو أنصاري يا رسول الله، لأن هؤلاء أصحاب زرع؛ فتبسم الحبيب صلى الله عليه وسلم!