نعود لموضوع السهو فكلنا نسهو، وقد قال سيدنا ابن عباس: الحمد لله الذي قال: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ}[الماعون:٤ - ٥] ولم يقل: (الذين هم في صلاتهم ساهون) وإلا لهلكنا جمعياً.
أسباب السهو كثيرة منها: أكل الشبهات وأكل الحرام وحب الدنيا وكراهية الموت والإقلال من مجالس العلم والإقلال من قيام ليل والإقلال من صيام النهار والإقلال من التقوى قال عليه الصلاة والسلام: (ثلاث من لم تكن فيه واحدة منهن فلا تعتدوا بعمله: تقوى تحجزه عن محارم الله، وحلم يكف به السفيه، وخلق حسن يعيش به بين الناس).
وحسن الخلق يكاد يكون منعدماً عند كثير من الناس فتجده منذ أن يقوم من نومه حتى ينام وهو يتلفظ بألفاظ ليست جيدة، وهو بذلك يخالف صحابة رسول الله الذين كان كلامهم أشبه بالسكر، فيجد الإنسان بعض المسلمين يشتم زوجته وجاره، وهنا لا يمكن أن تحصل الرحمة؛ لأن اللسان يغرف مما في القلب، فالقلب آنية واللسان مغرفة، فإن كان قلبك مليئاً بالإيمان فلن يتكلم لسانك إلا بما هو خير.