ولكن ثمة مواضع فرشية في هذا الباب كما في الرسم اليوم يَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً [الفرقان: ٢٥/ ٦٩]، رسمت الياء الصغيرة للدلالة على وجود الصلة هنا خلافا لقاعدة حفص في عدم مدّ الصلة بعد الساكن، وبذلك غابت وجوه متواترة لترك الصلة، قرأ بها القرّاء أجمعون إلا حفصا وابن كثير.
وفيما يلي بيان لبعض مذاهب الأئمة في مدّ الصلة وقصرها، وهي متواترة من جهة الأداء، ولكن يتعذر الإتيان بها بسبب قاعدة رسم الصلة في المصحف الشائع:
١ - مذهب ابن كثير في إيراد الصلة بعد الساكن إذا تحرك ما بعد الهاء لا يتفق مع القاعدة المتّبعة في الرسم. ففي الكلمات الآتية لم ترسم الصلة مما يعني انتفاءها، ولكن ابن كثير يمدّ:
٢ - مذهب أبي عمرو، وشعبة، وخلف في الإسكان المحض في بعض هاءات الضمير.
ففي هذه الكلمات رسمت الصلة، مما يعني وجوب مدّها، ولكن أبا عمرو، وشعبة، وخلف لا يمدّونها:
يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ موضعان- نُؤْتِهِ مِنْها ثلاثة مواضع- نُصْلِهِ جَهَنَّمَ- نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى.
[نماذج من أداء وجوه القراءات المتواترة التي غابت بسبب إثبات علامات الصلة]
م/ السورة والآية/ الرسم العثماني/ الرسم الشائع/ الوجوه الغائبة من المتواتر ١ - / عبس: ٨٠/ ١٠/ عنه تلهى/ عنه تلهى/ مذهب ابن كثير في مدّ الصلة إن وقعت بعد ساكن، وتحرك ما بعدها ٢ - / آل عمران: ٣/ ٩٧/ فيه ايات/ فيه آيات/ مذهب ابن كثير في مدّ الصلة إن وقعت بعد ساكن، وتحرك ما بعدها ٣ - / آل عمران: ٣/ ٧٥/ يوده اليك/ يؤده إليك/ مذهب أبي عمرو، وشعبة، وخلف، وأبي جعفر في الإسكان المحض في هذا المقام