للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

موجودة في المساجد القديمة؛ إنما كتبت موافقة لقراءة أبي عمرو البصري؛ مما يؤكد أن قراءة أبي عمرو هي التي كانت سائدة في الشام (١).

وقد كانت الشام حتى القرن الثالث الهجري تقرأ لإمامين جليلين هما: إبراهيم بن أبي عبلة العقيلي، وعبد الله بن عامر اليحصبي (٢)، ثم غلبت قراءة ابن عامر بعد أن حرر الأئمة إسنادها، وأثبتوا تواترها، ثم تحوّل أهل الشام عنها بدءا من القرن الرابع الهجري إلى قراءة أبي عمرو البصري، وبقي الأمر على هذه الحال إلى القرن الماضي حيث ظهرت طباعة المصاحف في استانبول والقاهرة، وفق رواية حفص عن عاصم، وشاعت في العالم الإسلامي، حتى غلبت على أكثر الأمصار.

[المبحث الأول: الألف الخنجرية]

رسمت المصاحف في الكتبة الأولى بالألف الممدودة في بعض المواضع، وبالألف المقدرة في بعض المواضع، وليس لذلك تعليل في اللغة، ولا قاعدة مطردة.

وقد اشتغل بالتعليل لهذه الحالات عدد من العلماء، وأوردوا لذلك وجوها مختلفة، ليس هذا محل بسط القول فيها، ولكني أشير إلى أهم الكتب التي تناولت ذلك:

- المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار لأبي عمرو الداني.

- كتاب النّقط لأبي عمرو الداني أيضا.

- عقلية أتراب القصائد في الرسم للإمام الشاطبي.


(١) كما تيقّنت من ذلك حين عهدت وزارة الأوقاف السورية إلى لجنة خاصة لضبط المصاحف القديمة في مساجد دمشق، فتبيّن أن غالب المصاحف القديمة التي وقفت عليها اللجنة؛ مما خطّه النّسّاخون قبل القرن الثالث عشر الهجري كانت مكتوبة وفق قراءة أبي عمرو البصري. وثمة نسخ متوافرة منها موجودة في المكتبة الخاصة بالمخطوطات في وزارة الأوقاف السورية، حيث أعمل أمينا لهذه المكتبة منذ تأسيسها عام ١٤١٣ هـ، وحتى اليوم.
(٢) القراءات القرآنية في بلاد الشام للدكتور حسين عطوان ١٨٩.
وابن أبي عبلة هو إبراهيم بن أبي عبلة العقيلي، الرّملي، المقدسي، الدمشقي، أدرك عبد الله بن عمر بن الخطاب، وأخذ عنه، كما أخذ عن أم الدّرداء الصغرى، ووائلة بن الأسقع.

<<  <   >  >>