للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن عبد الرحمن بن أبزي، قال: «شهدنا مع علي ثمان مائة، فاقتتلوا يوم الأربعاء، ويوم الخميس، ويوم الجمعة، وليلة السبت، ثم رفعت المصاحف ودعوا إلى الصلح» (١).

وكان الداعون إلى التحكيم ووقف القتال: أهلَ الشام، ووافقهم عليٌّ على ما ذهبوا إليه.

فعن حبيب بن أبي ثابت، قال: «أتيتُ أبا وائل في مسجد أهله أسأله عن هؤلاء القوم الذين قتلهم عليٌّ بالنهروان، فيما استجابوا له، وفيما فارقوه، وفيما استحل قتالهم، قال: كنا بصفِّين فلما استحرَّ القتل بأهل الشام اعتصموا بتلٍّ، فقال عمرو بن العاص لمعاوية: أرسل إلى عليٍّ بمصحف، وادعه إلى كتاب الله، فإنه لن يأبى عليك، فجاء به رجل، فقال: بيننا وبينكم كتاب الله {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله، ليحكم بينهم، ثم يتولى فريق منهم، وهم معرضون}، فقال عليٌّ: نعم أنا أولى بذلك، بيننا وبينكم كتاب الله، قال: فجاءته الخوارج، ونحن ندعوهم يومئذ القرَّاء، وسيوفهم على عواتقهم، فقالوا: يا أمير المؤمنين، ما ننتظر بهؤلاء القوم الذين على التلِّ ألا نمشي إليهم بسيوفنا، حتى يحكم الله بيننا وبينهم، فتكلم سهل بن حنيف، فقال: يا أيها الناس اتهموا أنفسكم، فلقد رأيتنا يوم الحديبية، يعني الصلح الذي كان بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين المشركين، ولو نرى قتالا لقاتلنا» (٢).


(١) إسناده ضعيف: أخرجه خليفة بن خياط في تاريخه (ص: ١٩٣ - ١٩٤)، وفي سنده عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى، مقبول، كما في التقريب (٣٤٢٣).
(٢) إسناده صحيح: أخرجه أحمد (١٥٩٧٥)، وهو عند البخاري (٤٨٤٤)، ومسلم (١٧٨٥)، مختصرا عن هذا السياق.

<<  <   >  >>