للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسرح الأشتر إلى عثمان، وقال لهم: «ما شئتم، إن شئتم فاخرجوا، وإن شئتم فأقيموا وخرج الأشتر»، فأتى عثمان بالتوبة والندم والنزوع عنه وعن أصحابه، فقال: سلمكم الله، وقدم سعيد بن العاص، فقال عثمان للأشتر: «احلل حيث شئت»، فقال: مع عبد الرحمن بن خالد؟ وذكر من فضله، فقال: «ذاك إليكم»، فرجع إلى عبد الرحمن (١).

تفاقُم المِحنة، واستدعاء عثمان معاوية:

مع كل ما بذله عثمان - رضي الله عنه - من محاولاتٍ لردِّ هؤلاء الغوغاء والمتمردين عليه، وسلوكه كل سبيلٍ شرعيٍّ متاحٍ لإسكاتهم، ورد شبههم؛ إلا أنَّ الشرَّ كان قد تمكَّن من نفوسهم، وما تفرَّقوا عنه مرة إلا ليجتمعوا عليه أخرى، ولما أحسَّ عثمان بتفاقم الأزمة، أرسل إلى بعض عمَّاله على الأمصار ليستشيرهم، وكان من هؤلاء: معاوية - رضي الله عنه -.

عن محمد بن عبد الله، وطلحة بن الأعلم، وعطية بن الحارث؛ قالوا: «كتب عثمان إلى أهل الأمصار: أما بعد، فإني آخذ العمال بموافاتي في كل موسم، وقد سلَّطتُ الأمة منذ وليت على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا يرفع علي شيءٌ ولا على أحدٍ من عمالي إلا أعطيته، وليس لي ولعيالي حقٌ قبل الرعية إلا متروكٌ لهم، وقد رفع إلي أهل المدينة أن أقواماً يُشتمون، وآخرون يُضربون، فيا من ضُرب سراً، وشُتم سراً، من ادَّعى شيئاً من ذلك فليوافِ الموسم فليأخذ بحقه حيث كان، مني أو من عمالي، أو تصدقوا فإن الله يجزى المتصدقين، فلما قُرئ في الأمصار أبكى الناس، ودعوا لعثمان وقالوا: إن الأمة لتمخض بشرٍّ.


(١) إسناده ضعيف: أخرجه الطبري في تاريخه (٤/ ٣١٧ - ٣٢٢، ٤/ ٣٢٨)، وفي سنده سيف بن عمر التميمي، تقدَّم أنه مع ضعفه فهو عمدة في التاريخ، والراوي عنه: شعيب بن إبراهيم، تقدَّم أن فيه جهالة.
وقد ذكرها الطبري في تاريخه (٤/ ٣٢٢) بسند آخر مختصرة، لكن في سنده الواقدي، تقدم أنه مع إمامته في المغازي متروك في الحديث.

<<  <   >  >>