للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الشبهة الخامسة: قتل معاوية لعبد الرحمن بن خالد بن الوليد]

عن مسلمه ابن محارب: «أن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد كان قد عظم شأنه بالشام، ومال إليه أهلها، لما كان عندهم من آثار أبيه خالد بن الوليد، ولغنائه عن المسلمين في أرض الروم وبأسه، حتى خافه معاوية، وخشي على نفسه منه، لميل الناس إليه، فأمر ابن أثال أن يحتال في قتله، وضمن له إن هو فعل ذلك أن يضع عنه خراجه ما عاش، وأن يوليه جباية خراج حمص، فلما قدم عبد الرحمن بن خالد حمص منصرفا من بلاد الروم دس إليه ابن أثال شربة مسمومة مع بعض مماليكه، فشربها فمات بحمص، فوفى له معاوية بما ضمن له، وولاه خراج حمص، ووضع عنه خراجه» (١).

والجواب عن هذه الشبهة من وجوه:

أولاً: أن سندها ضعيف لا يصح (٢).

قال ابن كثير: «وزعم بعضهم أن ذلك عن أمر معاوية له في ذلك، ولا يصح، والله أعلم» (٣).


(١) تاريخ الطبري (٥/ ٢٢٧).
(٢) ففي سنده: مسلمة بن محارب الزيادي، فيه جهالة، فقد ترجم له البخاري في التاريخ الكبير (٧/ ٣٨٧)، وابن أبي حاتم في الجرح التعديل (٨/ ٢٦٦)، وابن حبان في الثقات (٧/ ٤٩٠)، ولم يذكروا فيه شيئا، كذلك لم يذكروا له رواية عن معاوية - رضي الله عنه -، إنما يروي عنه بواسطة أبيه.
وللقصة طريق آخر عند البلاذري في أنساب الأشراف (٥/ ١٠٩)، عن الواقدي قال: "توفي خالد بن الوليد بن المغيرة بحمص سنة عشرين، وأوصى إلى عمر بن الخطاب، وكان عبد الرحمن بن خالد يلي الصوائف فيبلي ويحسن أثره، فعظم أمره بالشام، فدس إليه معاوية متطببا يقال له ابن أثال ليقتله، وجعل له خراج حمص، فسقاه شربة فمات، فاعترض خالد بن المهاجر بن خالد- ويقال خالد بن عبد الرحمن بن خالد- ابن أثال فضربه بالسيف فقتله، فرفع أمره إلى معاوية، فحبسه أياما وأغرمه ديته ولم يقده به".
لكنها لا تقل ضعفا عن الطريق السابق، ففيها الواقدي، مع إرساله للقصة.
(٣) البداية والنهاية (١١/ ١٧٤).

<<  <   >  >>