(٢) ليس الغرض من هذا العنوان بيان فضائل معاوية، فسنفرد لهذا بابا مستقلا بإذن الله، وإنما الغرض بيان تعامله وأحواله مع النبي - صلى الله عليه وسلم -. (٣) انظر تفاصيل ذلك في: السيرة النبوية الصحيحة (٢/ ٤٨٩ - ٥٢٠)، د. أكرم ضياء العمري. (٤) الطبقات الكبرى (٧/ ٤٠٦)، وباقي المصادر تذكر شهوده حنينا فقط دون الطائف، انظر: أسد الغابة (٥/ ٢٠١)، تهذيب الأسماء واللغات (٢/ ١٠١)، البداية والنهاية (١١/ ٣٩٦).
بل في الطبقات الكبرى نفسه في موطن آخر (المتمم للصحابة، الطبقة الرابعة، ص: ١٠٦) لم يذكر الطائف، وهذا ما نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء (٣/ ١٢٢)، ثم أبدى اعتراضا على هذا العطاء المزعوم، وربط بين هذا وحال معاوية بعد المعركة، ونَقْل الواقدي نفسه في تقدم إسلامه؛ فقال: "الواقدي لا يعي ما يقول، فإن كان معاوية كما نقل قديم الإسلام، فلماذا يتألفه النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ ولو كان أعطاه، لما قال عندما خطب فاطمة بنت قيس: «أما معاوية فصعلوك لا مال له» ". قلتُ (أحمد): وهذا وجه آخر لتضعيف ما أخرجه الطبري في تاريخه (٣/ ٩٠) من طريق عبد الله بن أبي بكر قال: "أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المؤلفة قلوبهم، وكانوا أشرافا من أشراف الناس يتألفهم ويتألف به قلوبهم، فأعطى أبا سفيان بن حرب مائة بعير، وأعطى ابنه معاوية مائه بعير". فزيادة على ما انتقد به الذهبي كلام الواقدي، وهو نفس النقد الموجه لهذه الرواية؛ فإن إسنادها لا يصح، ففيه: محمد بن حميد الرازي، وهو ضعيف، كما في التقريب (٥٨٣٤)، كما أنه مرسل!