للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

موقعة صفِّين (سنة ٣٧ هـ) (١):

كان معاوية - كما قدَّمنا - من القسم الثاني من الفريق الأول، والذي امتنع عن مبايعة عليٍّ حتى يتمَّ القصاص من قتلة عثمان، فرأى عليٌّ بعد معركة الجمل أنه يجب على معاوية وأصحابه طاعته ومبايعته، إذ لا يكون للمسلمين إلا خليفةٌ واحد، ورأى أنهم خارجون عن طاعته، يمتنعون عن هذا الواجب، وهم أهل شوكة؛ عندها رأى أن يقاتلهم حتى يؤدُّوا هذا الواجب، فتحصل الطاعة والجماعة (٢).

ولذا أعدَّ عليٌّ جيشه، وخرج به إلى صفِّين في الشام. ولما علم معاوية بخروج عليٍّ إليه، جهَّز جيشا وخرج به لملاقاة عليٍّ ومن معه، مُصِرَّاً بذلك على موقفه من عدم المبايعة؛ لحين تسليمه قتلة عثمان.

وكان ذلك في سنة سبعٍ وثلاثين.

قال يعقوب بن سفيان: «كانت وقعةُ صفِّين في شهر ربيع الأول، سنة سبع وثلاثين» (٣).

واستخلف عليٌّ على الكوفة: أبا مسعود البدري.


(١) أخرج الطبري في تاريخه عددا كبيرا من الروايات في صفِّين، بلغت أربعا وستين رواية، كلها من طريق أبي مخنف لوط بن يحيى، ولم يخرج من غير طريقه سوى سبع روايات فقط ذكرت أحداثا جانبية، وهي بمجموعها لا تعدل رواية واحدة من روايات أبي مخنف المطولة.
وأبو مخنف هذا: أخباري تالف لا يُوثق به، كما في لسان الميزان (٦/ ٤٣٠)، ولذا فسنأخذ من مروياته هنا القدر الذي يتناسب مع سياق الأحداث، وليس فيه كبير نكارة، نظرا لعدم وجود بديل عن ذلك. ولمزيد من التفصيل في تلك المرويات يُنظر: مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري (ص: ٢٧٩).
(٢) مجموع الفتاوى (٣٥/ ٧٢).
(٣) المعرفة والتاريخ (٣/ ٣١٣).

<<  <   >  >>