للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فخرج جرير بن عبد الله إلى قرقيسياء، وكتب إلى معاوية، فكتب إليه يأمره بالقدوم عليه» (١).

ولما باءت هذه الرسائل والمحاولات بالفشل؛ عزم عليٌّ - رضي الله عنه - على التوجُّه بجيشه إلى معاوية بالشام للقتال، حتى ينقادَ الجميع إليه، فلما علم معاوية بذلك؛ خرج للقائه بصفِّين.

وقد كان هناك من آل البيت وممن ناصروا عليَّاً وظاهروه، من يرغب في ألَّا يواجه عليٌّ معاوية، وأن يترك له مسألة الثأر والدم؛ كعبد الله بن عباس.

فعن زهدم الجرمي قال: كنا عند ابن عباس يوماً فقال: «والله لأحدِّثنَّكم بحديثٍ ما هو بسرٍّ ولا علانية، ما هو بسرٍّ فأكتمكموه، ولا علانية فأخطب به، وإنه لما وُثب على عثمان فقُتل، قُلتُ لابن أبي طالب: اجتنبْ هذا الأمر فستُكفاه، فعصاني، وما أراه يظفر، وايم الله ليظهرن عليكم ابن أبي سفيان، لأن الله قال: {ومن قُتِلَ مظلوماً فقد جعلنا لوليِّه سلطاناً}» (٢).


(١) إسناده ضعيف: أخرجه الطبري في تاريخه (٤/ ٥٦١ - ٥٦٢) من طريق أبي الحسن المدائني، عن عوانة؛ به. وتقدم أن المدائني كان عالما بأيام الناس، صدوقا في ذلك، مع كونه ليس بالقوي في الحديث، وأما عوانة نفسه: فمع كونه كان من الأخباريين المشهورين؛ إلا أن الحافظ قال عنه في لسان الميزان (٦/ ٢٤٧): روى عَن عَبد الله بن المعتز، عن الحسن بن عليل العنزي - عن عوانة بن الحكم - أنه كان عثمانيا، فكان يضع الأخبار لبني أمية". يُضاف لذلك أنه مات في سنة ثمان وخمسين ومائة، فروايته مرسلة.
(٢) إسناده حسن: أخرجه معمر في جامعه (٢٠٩٦٩ - مصنف عبدالرزاق)، عن أيوب، عن زهدم الجرمي، عن ابن عباس؛ به، وهذا سند صحيح، لولا ما يُخشى من وراية معمر عن أيوب، فقد تكلم العلماء في رواية معمر عن أهل البصرة، وأيوب بصري.
انظر: علل ابن أبي حاتم (٤/ ٢٥٦)، شرح علل الترمذي لابن رجب (٢/ ٧٧٤)، هدي الساري لابن حجر (ص: ٤٤٤).

<<  <   >  >>