للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبعضهم ينقل أنه أسلم قبل ذلك -كما سيأتي- لكنه لم يُظهر إسلامه إلا عند الفتح.

قال الحافظُ ابنُ حجرٍ -مُعلِّقا على كلام النوويِّ السابق-: «والذي رجَّحه من كون معاوية إنَّما أسلم يوم الفتح صحيحٌ من حيث السند، لكن يمكن الجمع بأنَّه كان أسلم خفيةً وكان يكتم إسلامه، ولم يتمكن من إظهاره إلا يوم الفتح» (١).

القول الثاني: أنَّه أسلم عام القضيَّة (الحديبية):

قال مصعبُ بن عبد الله الزبيري: كان معاويةُ - رضي الله عنه - يقول: «أسلمتُ عام القضية، لقيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضعتُ إسلامي عنده، فقبل منِّي». وعام القضية سنة ست (٢)، وهو العام الذي صُدَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - عن البيت (٣).

قال عطاءُ بن دينار: «أسلم معاوية وهو ابن ثمان عشرة سنة» (٤).


(١) فتح الباري (٣/ ٥٦٥ - ٥٦٦).
(٢) إسناده صحيح إلى الزبيري: أخرجه ابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (السفر الثاني- ١/ ٥٤٤، ٢/ ٦٢٩)، ومن طريقه البغوي في معجم الصحابة (٥/ ٣٦٤)، والزبيري على علمه بالأنساب -كمافي ترجمته- إلا أن بينه وبين معاوية انقطاعا، ولم يُسم من أخبره.
(٣) سير السلف الصالحين (ص: ٦٦٤).
(٤) إسناده صحيح إلى عطاء: أخرجه البغوي في معجم الصحابة (٥/ ٣٦٣ - ٣٦٤)، ويبقى الانقطاع بين عطاء، ومعاوية - رضي الله عنه -.
وقد نُقل عُمرُه هذا -دون إسناد لعطاء- في: معرفة الصحابة (٥/ ٢٤٩٦)، الاستيعاب (٣/ ١٤١٦)، تاريخ بغداد (١/ ٢٢١)، سير السلف الصالحين (ص: ٦٦٣ - ٦٦٤).

<<  <   >  >>