للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن محمد بن عبد الله، وطلحة بن الأعلم؛ قالا: «قدم على أهل الشام النعمان بن بشير بقميص عثمان - رضي الله عنه - الذي قُتل فيه مُخضَّبا بدمه، وبأصابع نائلة زوجته مقطوعة بالبراجم، إصبعان منها وشيء من الكف، وإصبعان مقطوعتان من أصولهما ونصف الإبهام، فوضع معاوية القميص على المنبر، وكتب بالخبر إلى الأجناد، وثاب إليه الناس، وبكوا سنة وهو على المنبر والأصابع معلقة فيه، وآلى الرجال من أهل الشام ألا يأتوا النساء، ولا يمسهم الماء للغسل إلا من احتلام، ولا يناموا على الفرش حتى يقتلوا قتلة عثمان، ومن عرض دونهم بشيءٍ، أو تفنى أرواحهم» (١).

معاوية مع عليِّ بن أبي طالب -رضي الله عنهما-:

لما كان أهل الشورى الذين سمَّاهم عمر قد آل أمر الاختيار بينهم إلى رجلين: عثمان وعليّ، ولما استقر الأمر على تقديم عثمان، ولما كان عثمان قد قُتِل غدرا دون أن يَستخلف؛ كان الترتيب المنطقي أن تؤول الخلافةُ إلى عليِّ بن أبي طالب، فقد كان هو أحقَّ الناس بها في ذلك الوقت، ولذا بايعه الصحابة.

قال الزهريُّ: «لما قُتِل عثمان: برز عليُّ بن أبي طالب للناس ودعاهم إلى البيعة، فبايعه الناس ولم يعدلوا به طلحة ولا غيره، وهذا لأن سائر من بقي من أصحاب الشورى كانوا قد تركوا حقوقهم عند بيعة عثمان، فلم يبق أحدٌ منهم لم يترك حقه إلا علي، وكان قد وفَّى بعهد عثمان حتى قُتل، وكان أفضل من بقي من الصحابة، فلم يكن أحدٌ أحقَّ بالخلافة منه، ثم لم يستبدَّ بها مع كونه أحق الناس بها حتى جرت له بيعة، وبايعه مع سائر الناس من بقي من أصحاب الشورى» (٢).


(١) إسناده ضعيف: أخرجه الطبري في تاريخه (٤/ ٥٦٢) وفي سنده سيف بن عمر التميمي، تقدَّم الحديث عن إمامته في المغازي، وضعفه في الحديث.
(٢) إسناده حسن إلى الزهري: أخرجه البيهقي في الاعتقاد (ص: ٣٧٠ - ٣٧١).

<<  <   >  >>