للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن أبي الحسن المدائني: «أن أبا سفيان نظر يوماً إلى معاوية وهو غلام، فقال لهند: إنَّ ابني هذا لعظيم الرأس، وإنَّه لخليقٌ أن يسود قومه. فقالت هند: قومه فقط؟! ثَكلْتُه إن لم يَسُدْ العرب قاطبة» (١).

وكانت هند تداعبه وهو صغيرٌ بتلك الكلمات:

إن بُنيَّ مُعْرِقٌ كريمْ ... مُحبَّبٌ في أهله حليمْ

ليس بفحَّاشٍ ولا لئيمْ ... ولا بطُخرورٍ ولا سؤومْ

صخرُ بني فهرٍ به زعيمْ ... لا يُخلفُ الظنَّ ولا يَخيمْ (٢)

صِفَتُه الخَلْقية:

كان معاوية - رضي الله عنه - أبيضَ جميلاً، طويلاً، مَهيباً، إذا ضحك انقلبت شفته العليَّاً، أبيض الرأس واللحية، وكان يخضب بالصفرة، كأن لحيته الذهب (٣).

وقد أصابته لَقْوةٌ (٤) في آخر عمره، فكان يستر وجهه، ويقول: «رحم الله عبداً دعا لي بالعافية، فقد رُميت في أحسني وما يبدو مني» (٥).


(١) إسناده ضعيف: أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (المتمم للصحابة، الطبقة الرابعة، ص: ١٣١)، وفيه انقطاع بيِّن، فالمدائني -وهو: علي بن محمد، صاحب التصانيف، كان عالما بأيام الناس، صدوقا في ذلك، مع كونه ليس بالقوي في الحديث، كما في لسان الميزان (٦/ ١٣) - لم يدرك القصة.
(٢) الطبقات الكبرى (المتمم للصحابة، الطبقة الرابعة، ص: ١٣٠)، البداية والنهاية (١١/ ٣٩٧)، شاعرات العرب في الجاهلية والإسلام لبشيريموت (ص: ١٢٨).
(٣) معجم الصحابة للبغوي (٥/ ٣٦٤)، سير السلف الصالحين (ص: ٦٦٤)، أسد الغابة (٥/ ٢٠١)، تهذيب الأسماء واللغات (٢/ ١٠٣)، سير أعلام النبلاء (٣/ ١٢١)، البداية والنهاية (١١/ ٣٩٧)، تاريخ الخلفاء (ص: ١٤٩).
قال الذهبيُّ -مُعلِّقاً-: "كان ذلك لائقاً في ذلك الزمان، واليوم لو فعل لاستهُجن".
(٤) اللقوة: داء في الوجه.
(٥) معرفة الصحابة (٥/ ٢٤٩٦)، تاريخ دمشق (٥٩/ ٢١٤)، البداية والنهاية (١١/ ٣٩٧).

<<  <   >  >>