للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[مولده]

قال خليفة بن خيَّاط: «وُلد معاوية - رضي الله عنه - بمكَّة في دار أبي سفيان بن حرب، ويُقال: في دار عتبة بن ربيعة» (١).

وقال الحافظ ابن حجر: «وُلد قبل البعثة بخمس سنين، وقِيل بسبع، وقِيل بثلاث عشرة. والأول أشهر» (٢).

اهتمام أمِّه به، وتنبُّؤها بنبوغه:

عن أبان بن عثمان بن عفَّان قال: «كان معاوية يمشي وهو غلام مع أمِّه هند، فعثر، فقالت: قُمْ، لا رفعك الله، وأعرابي ينظر إليه، فقال: لم تقولين له؟! فوالله إني لأظنه سيسود قومه، فقالت: لا رفعه الله إن لم يَسُدْ إلا قومه» (٣).


(١) تاريخ خليفة بن خياط (ص: ٢٢٦)، وأقرَّه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٩/ ٢٣٧).
(٢) الإصابة (٦/ ١٢٠).
(٣) إسناده ضعيف: أخرجه البغوي في معجم الصحابة (٥/ ٣٦٣)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٩/ ٦٥)، وفيه انقطاع، فأبان لم يدرك تلك القصة، ولم يسندها لأحد من شيوخه.
وقد أوردها ابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٩/ ٦٥) بلفظ آخر مقارب من طريق صالح بن حسان أنه قال: "رأى بعض متفرسي العرب معاوية وهو صبي صغير، فقال: إني لأظن هذا الغلام سيسود قومه. فقالت هند: ثكلته إن كان لا يسود إلا قومه". لكنَّ صالحا هذا ليس بصالح، بل هو متروك، كما قال الحافظ ابن حجر في التقريب (٢٨٤٩).
ونقلها ابن كثير في البداية (١١/ ٣٩٨)، ثم أردفها بلفظ آخر، فقال: وقال الشافعي: قال أبو هريرة: "رأيت هند بمكة كأن وجهها فلقة قمر، وخلفها من عجيزتها مثل الرجل الجالس، ومعها صبي يلعب، فمر رجل، فنظر إليه فقال: إني لأرى غلاما إن عاش ليسودن قومه. فقالت هند: إن لم يسد إلا قومه فأماته الله. وهو معاوية بن أبي سفيان". وهذا أيضا ضعيفٌ لانقطاعه.

<<  <   >  >>