للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الطبريُّ: «وقد غزا قُبرس (١) وهي معه -يعني: امرأته كنود- فماتت هنالك» (٢).

٦ - أمُّ ولد له:

وهذه لم تذكر الكتب التي بين أيدينا اسماً لها، لكن ذكرتْ أنها وَلَدتْ له بنتاً يُقال لها: صفيَّة، تزوَّجها محمد بن زياد بن أبي سفيان (٣).

وجديرٌ بالذكر هنا أنَّ كلَّ هؤلاء الأولاد إنَّما وُلدوا لمعاوية - رضي الله عنه - قبل تولِّيه الخلافة، وأمَّا بعدها فلم يُولد له.

قال ابن قتيبة: «ولم يُولد له في خلافته ولدٌ، وذلك أنَّ البريك الصّريمى ضربه على أَلْيته، فانقطع عنه الولد» (٤).

إسلامُهُ:

اتَّفق العلماء على إسلام معاوية، لكنهم اختلفوا في تحديد وقت إسلامه على ثلاثة أقوال:

القول الأول: أنَّه أسلم عام الفتح:

وأكثر مصادر ترجمته على هذا القول، وأنَّه أسلم مع أبيه، وأمِّه، وأخيه يزيد (٥).

قال النوويُّ: «أسلم معاوية يوم الفتح، سنة ثمانٍ، هذا هو الصحيح المشهور» (٦).


(١) تُنطق وتُكتب الآن بالصاد (قرص).
(٢) تاريخ الطبري (٥/ ٣٢٩)، وذكره ابن كثير في البداية والنهاية (١١/ ٤٦٢).
لكن ذكر أبو زرعة الدمشقي في تاريخه (١/ ١٨٤) -بسند صحيح- عن يزيد بن عبيدة بن أبي المهاجر الشامي (وهو من كبار أتباع التابعين) قال: "غزا معاوية بن أبي سفيان قبرس سنة خمس وعشرين، ومعه امرأته فاختة ابنة قرظة". كذا بذكر فاختة بدلا من كنود! فالله أعلم بالصواب.
(٣) الطبقات الكبرى (المتمم للصحابة، الطبقة الرابعة، ص: ١٠٥)، أنساب الأشراف (٥/ ٢٨٥).
لكن في نسب قريش (ص: ١٢٨) أن اسمها عائشة، بدلا من صفية!
(٤) المعارف (ص: ٣٥٠). وسيأتي تفصيل تلك القصة لاحقا -إن شاء الله-.
(٥) المعارف (ص: ٣٤٩)، أنساب الأشراف (٥/ ١٣)، الاستيعاب (٣/ ١٤١٦)، أسد الغابة (٥/ ٢٠١)، تهذيب الأسماء واللغات (٢/ ١٠١)، البداية والنهاية (١١/ ٣٩٦)، تاريخ الخلفاء (ص: ١٤٨).
(٦) شرح النووي على مسلم (٨/ ٢٣١).

<<  <   >  >>