للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما تفصيلا (١): فإليك أشهر الأحاديث وبيان ما فيها:

[أ- حديث: «إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه -وفي لفظ: فارجموه-».]

وهذا الحديث روي من عدة طرق (٢)؛ فرُوي عن كلٍّ من:

أ- أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - (٣):

وهو ضعيف، لا يثبت عنه.

قال البخاري: «وروى حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي نضرة؛ أن معاوية لما خطب على المنبر فقام رجل فقال -قال: ورفعه-: إذا رأيتموه على المنبر فاقتلوه. وقال آخر: اكتبوا إلى عمر، فكتبوا فإذا عمر قد قتل.

وهذا مرسل، لم يشهد أبو نضرة تلك الأيام.

وقال عبد الرزاق: عن ابن عيينة، عن علي بن زيد، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد؛ رفعه.

وهذا مدخول لم يثبت.

ورواه مجالد، عن أبي الوداك، عن أبي سعيد؛ رفعه.

وهذا واهٍ، قال أحمد: أحاديث مجالد كلها حلم، وقال يحيى بن سعيد: لو شئت لجعلها كلها عن الشعبي، عن مسروق، عن عبد الله» (٤).


(١) إذا وجدتُ من تتبَّع طرق الحديث وبيَّن عللها وما فيها؛ أحلتُ عليه، واكتفيت في رد الحديث بحكم المحدِّثين عليه، وتنصيصهم على عدم صحته.
(٢) وهذه الطرق جميعها لا يسلم منها شيء، ففي أسانيدها المجهول، والضعيف، والوضَّاع، وقد قام الشيخ سعد السبيعي بتبيين ما فيها في كتابه سل السنان (١١٤ - ١٢١).
(٣) أخرجه ابن أبي شيبة في مسنده -كما في المطالب العالية (٤٤٣٣)، وليس فيه تسمية معاوية-، وابن حبان في المجروحين (١/ ١٥٧)، وابن عدي في الكامل (٢/ ٣٨٢، ٦/ ٣٤٣، ٥٤٣، ٨/ ٣٦٧)، والجورقاني في الأباطيل والمناكير (١٩٠)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٩/ ١٥٥ - ١٥٦)، وابن الجوزي في الموضوعات (٢/ ٢٥).
(٤) التاريخ الأوسط (١/ ١٣٥ - ١٣٦).

<<  <   >  >>