للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[عام الجماعة]

بعد تنازل الحسن ومبايعته لعلي، تتابعت بيعة الصحابة والتابعين له في هذا الزمان، وسُمِّي هذا العام عام الجماعة لاجتماع الناس على معاوية، واتفاقهم، وانقطاع الحرب.

قال الأوزاعي: «أدركَتْ خلافة معاوية عِدَّةٌ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ منهم: سعد، وأسامة، وجابر، وابن عمر، وزيد بن ثابت، ومسلمة بن مخلد، وأبو سعيد، ورافع بن خديج، وأبو أمامة، وأنس بن مالك، ورجال أكثر ممن سميت بأضعاف مضاعفة، كانوا مصابيح الهدى، وأوعية العلم، حضروا من الكتاب تنزيله، وأخذوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تأويله، ومن التابعين لهم بإحسان إن شاء الله، منهم: المسور بن مخرمة، وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد غوث، وسعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وعبد الله بن محيريز في أشباه لهم، لم ينزعوا يدا عن مجامعة في أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -» (١).

وقال ابن حزم: «بُويع الحسن، ثم سلَّم الأمر إلى معاوية، وفي بقايا الصحابة من هو أفضل منهما بلا خلاف ممن أنفق قبل الفتح وقاتل، فكلهم أولهم عن آخرهم بايع معاوية ورأى إمامته» (٢).


(١) إسناده صحيح: أخرجه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه (ص: ١٩٠).
(٢) الفصل في الملل والأهواء والنحل (٤/ ١٢٧).

<<  <   >  >>