للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال ابن بطَّال: «سلَّم الحسن لمعاوية الأمر، وبايعه على السمع والطاعة على إقامة كتاب الله وسنة نبيه، ثم دخلا الكوفة، فأخذ معاوية البيعة لنفسه على أهل العراقين، فكانت تلك السنة سنة الجماعة، لاجتماع الناس واتفاقهم وانقطاع الحرب، وبايع معاويةَ كلُّ من كان معتزلا عنه، وبايعه سعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمر، ومحمد بن مسلمة، وتباشر الناس بذلك، وأجاز معاوية الحسن بن علي بثلاثمائة ألف، وألف ثوب، وثلاثين عبداً، ومائة جمل، وانصرف الحسن بن علي إلى المدينة، وولَّى معاوية الكوفة: المغيرة بن شعبة، وولَّى البصرة: عبد الله بن عامر، وانصرف إلى دمشق، واتخذها دار مملكته» (١).

قلتُ (أحمد): وقد اختلف المؤرِّخون في تحديد موعد الصلح وعام الجماعة، والأشهر أنه كان سنة إحدى وأربعين.

قال خليفة بن خيَّاط -عن سنة إحدى وأربعين-: «فيها سنة الجماعة، اجتمع الحسن بن علي بن أبي طالب ومعاوية، فاجتمعا بمسكن من أرض السواد ومن ناحية الأنبار، فاصطلحا، وسلَّم الحسن بن علي إلى معاوية، وذلك في شهر ربيع الآخر، أو في جمادى الأولى، سنة إحدى وأربعين» (٢).

وأسند الطبري إلى علي بن محمد المدائني أنه قال: «سلم الحسن بن على - رضي الله عنه - إلى معاوية الكوفة، ودخلها معاوية لخمس بقين من ربيع الأول، ويقال من جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين» (٣).

قال الطبري: «وقيل: إن الصلح تم بين الحسن - رضي الله عنه - ومعاوية في هذه السنة -إحدى وأربعين- في شهر ربيع الآخر، ودخل معاوية الكوفة في غرة جمادى الأولى من هذه السنة، وقيل: دخلها في شهر ربيع الآخر، وهذا قول الواقدى» (٤).


(١) شرح صحيح البخاري لابن بطال (٨/ ٩٧).
(٢) تاريخ خليفة بن خياط (ص: ٢٠٣).
(٣) إسناده صحيح إلى المدائني: أخرجه الطبري في تاريخه (٥/ ١٦٣).
(٤) تاريخ الطبري (٥/ ١٦٤ - ١٦٥).

<<  <   >  >>