للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثانياً: هذه الرواية- بالإضافة إلى ضعف سندها- يوجد اختلاف في متنها مع الواقع الملموس، فمعاوية - رضي الله عنه - بيده عزل الأمراء أو توليتهم كما هو معروف، وليس بالصعوبة على معاوية أن يطلب من عبد الرحمن بن خالد أن يتنحى عن قيادة الصوائف على الثغر الرومي، وتكون النتيجة أن يهمل عبد الرحمن بن خالد، ثم لا يكون له أي مكانة يُخشى منها.

ثالثاً: أورد الطبري ذكر غزوة البحر سنة ٤٨ هـ، فذكر أن عقبة بن عامر الجهني كان على أهل مصر، وعلى أهل المدينة المنذر بن زهير، وعلى جميعهم خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد (١)، فكيف يرضى معاوية -بعد قتل عبد الرحمن- أن يكون ولده قائداً كبيراً من بعده؟! هذا من ناحية.

ومن ناحية أخرى: كيف يرضى أن يقوم ولده خالد بقيادة الجيش لمعاوية إن كان معاوية قاتلَ أبيه؟! وهل يمكن أن يخفى على ولده هذا الأمر وهو أقرب الناس إليه (٢)؟!


(١) تاريخ الطبري (٥/ ٢٣١).
(٢) معاوية بن أبي سفيان، كشف شبهات ورد مفتريات (ص: ٢٤٧).

<<  <   >  >>