للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال: «وفيه (١) أن أصحاب عليٍّ أدنى الطائفتين إلى الحق، وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة، أن عليَّاً هو المصيب، وإن كان معاوية مجتهداً في قتاله له وقد أخطأ، وهو مأجورٌ إن شاء الله، ولكن عليَّاً هو الإمام المصيب إن شاء الله تعالى» (٢).

وقال الحافظ ابن حجر: «وظهر بقتل عمَّار أن الصواب كان مع علي، واتفق على ذلك أهل السنة بعد اختلاف كان في القديم، ولله الحمد» (٣).

وأخيرا: فلعلَّ مما استند إليه معاوية - رضي الله عنه - في كونه كان يرى الحق معه ومع أصحابه، ما سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قال: «لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس»، فحدَّث معاوية بهذا الحديث على المنبر، فقام مالك بن يخامر السكسكي، فقال: يا أمير المؤمنين! قال معاذ بن جبل: «وهم بالشام»، فقال معاوية: هذا مالك يزعم أنه سمع معاذا يقول: «وهم أهل الشام» (٤).

قال ابن كثير: «فحثَّ معاوية بهذا أهل الشام على مناجزة أهل العراق، وإن أهل الشام هم الطائفة المنصورة على من خالفها، وهذا مما كان يحتج به معاوية لأهل الشام في قتالهم أهل العراق» (٥).


(١) أي: في الحديث الذي استدل به شيخ الإسلام ابن تيمية: "تقتلهم أولى الطائفتين بالحق".
(٢) البداية والنهاية (١٠/ ٥٦٣).
(٣) الإصابة (٧/ ٢٧٨).
وقال في فتح الباري (١٣/ ٦٧): " وذهب جمهور أهل السنة إلى تصويب من قاتل مع علي لامتثال قوله تعالى: {وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا} الآية، .... ، وذهب طائفة قليلة من أهل السنة، وهو قول كثير من المعتزلة؛ إلى أن كلا من الطائفتين مصيب، وطائفة إلى أن المصيب طائفة لابعينها".
(٤) صحيح البخاري (٣٦٤١)، وهو في صحيح مسلم (١٠٣٧) بدون زيادة مالك بن يخامر.
(٥) البداية والنهاية (١١/ ٤٢٠).

<<  <   >  >>