للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فرجع منهم شرذمة إلى الحق، واستمر بقيتهم حتى قتل أكثرهم بالنهروان وغيره من المواقف المرذولة عليهم» (١).

قلتُ (أحمد): لم تقتصر هذه الفرقة الخارجة على عنادها، بل أخذوا يطعنون في عليٍّ ويُشغِّبون عليه، وامتدت أيديهم لسفك دماء بعض المسلمين بغير وجه حق، كعبدالله بن خباب بن الأرت - رضي الله عنه - (٢)، عندها خرج عليٌ لقتالهم، فقتلهم (٣)، وكان عليٌ في ذلك القتال على حالة تختلف عن حالته في قتال الجمل وصفِّين.

يقول شيخ الإسلام ابن تيْميَّة: «وقد ثبت اتفاق الصحابة على قتالهم - يعني: الخوارج -، وقاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وذكر فيهم سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المتضمنة لقتالهم، وفرح بقتلهم، وسجد لله شكرا لما رأى أباهم مقتولا، وهو ذو الثدية، بخلاف ما جرى يوم الجمل وصفِّين؛ فإن عليَّاً لم يفرح بذلك، بل ظهر منه من التألم والندم ما ظهر، ولم يذكر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك سنة، بل ذكر أنه قاتَلَ باجتهاده» (٤).


(١) البداية والنهاية (٩/ ١٧٩).
(٢) تاريخ الطبري (٥/ ٨١ - ٨٢).
(٣) انظر تفاصيل ذلك في: تاريخ الطبري (٨/ ٨٢ - ٩١).
(٤) مجموع الفتاوى (٢٠/ ٣٩٤ - ٣٩٥).

<<  <   >  >>