للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فعن حميد بن هلال، عن عبادة بن قُرْص الليثي - رضي الله عنه -: «أنه أقبل من الغزو، فكان بالأهواز يبيع أثوابا، فسمع أذانا فأقبل نحوه، فإذا هو بالحرورية، فقالوا: من أنت؟ فقال: أخوكم، فقالوا: أنت أخو الشيطان، فلما أرادوا قتله قال: أما ترضون بما رضي النبي - صلى الله عليه وسلم - مني؟! أتيته وأنا مشرك فشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله؛ فخلَّى عني، فقتلوه» (١).

وقد أورد الطبري عدة روايات في تفاصيل خروج هؤلاء على معاوية، ومن تزعَّمهم، ومن قُتل منهم، وكيف أنهم جميعا لم يكونوا في مكان واحد، فبعضهم كان بالكوفة، وبعضهم كان بالبصرة.

إلا أن هذه الروايات -وبكل أسف- ليس فيها ما يصلح الاستشهاد به، وذلك لضعف أسانيدها كلها (٢)!

وعلى كل حال: فالذي تتفق عليه هذه الروايات: أن معاوية استطاع إخماد كل هذه الحركات، بالاستعانة بولاته في هذا الوقت، فنازلوهم، وقتلوا من قتلوا منهم، وحبسوا من حبسوا، واستخدموا معهم وسائل الشدة والقمع، وفرضوا هيبة الدولة على الجميع (٣).


(١) إسناده حسن: أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٦/ ٩٣ - ٩٤)، وفي سنده ضِرار بن صُرد، صدوق له أوهام وخطأ، كما في التقريب (٢٩٨٢). وانظر الخبر مطولا، وفيه تصالحهم مع معاوية في تاريخ الطبري (١/ ٢٧٣ - ٢٧٤)، وسنده ضعيف هناك.
(٢) انظر هذه المرويات في: مرويات خلافة معاوية في تاريخ الطبري (ص: ١٤٥ - ١٦٨)، وانظر في نقدها: صحيح وضعيف تاريخ الطبري (٩/ ١٣) فما بعدها.
(٣) انظر أهم الدروس والفوائد في محاربة معاوية للخوارج، في: معاوية بن أبي سفيان للصلابي (ص: ٢٧٦ - ٢٧٩)، وكذلك السمات العامة لحركات الخوارج في نفس الكتاب (ص: ٢٧٩ - ٢٨٠).

<<  <   >  >>