للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسمعته يقول: إن الله كره لكم ثلاثا: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال» (١).

- وكتب مرة أخرى إلى عائشة أم المؤمنين: «أن اكتبي إلي كتابا توصيني فيه، ولا تكثري عليَّ، فكتبت عائشة إلى معاوية: سلام عليك. أما بعد: فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: من التمس رضاء الله بسخط الناس؛ كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضاء الناس بسخط الله؛ وكله الله إلى الناس، والسلام عليك» (٢).

ومن حرصه أيضا على السنة: أنه كان يحذر من التحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما لا يُعرف، فعن عبد الله بن عامر اليحصبي، قال: سمعت معاوية يقول: «إياكم وأحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ إلا حديثاً كان في عهد عمر، فإن عمر كان يخيف الناس في الله - عز وجل -» (٣).

وكان إذا صنع شيئا عن اجتهاد منه، ثم جاءه نصٌّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ تراجع عن فعله، وقدَّم كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن ذلك:

- أنه «كان بينه وبين أهل الروم عهد، وكان يسير في بلادهم، حتى إذا انقضى العهد أغار عليهم، فإذا رجل على دابة أو على فرس، وهو يقول: الله أكبر، وفاء لا غدر، وإذا هو عمرو بن عبسة، فسأله معاوية عن ذلك، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: من كان بينه وبين قوم عهد؛ فلا يحلن عهدا، ولا يشدنه حتى يمضي أمده، أو ينبذ إليهم على سواء.


(١) متفق عليه: أخرجه البخاري (٨٤٤، ٦٣٣٠)، ومسلم (٥٩٣)، عن وراد كاتب المغيرة بن شعبة.
(٢) إسناده صحيح موقوف: أخرجه الترمذي (٢٤١٤)، وقد رجَّح الترمذي، وأبو حاتم، وأبو زرعة الوقف على الرفع.
انظر: العلل الكبير للترمذي (ص: ٣٣٢)، علل ابن أبي حاتم (٥/ ٥٨ - ٦٠).
(٣) أخرجه مسلم (١٠٣٧)، وفي صحيح ابن حبان (٣٤٠١) زيادة؛ وهي: أن معاوية قال ذلك على منبر دمشق.

<<  <   >  >>