للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- وعن أبي سفيان بن العلاء -أخي أبي عمرو بن العلاء- قال: «قال معاوية: إني لأرفع نفسي أن يكون ذنب أوزن من حلمي» (١).

- وذكر أبو عبيدة معمر بن المثنَّى أنَّ معاوية - رضي الله عنه - كان يتمثل بهذه الأبيات كثيرا:

فَمَا قَتَلَ السَّفَاهَةَ مِثْلُ حِلْمٍ ... يَعُودُ بِهِ عَلَى الْجَهْلِ الْحَلِيمُ

فَلَا تَسْفَهْ وَإِنْ مُلِّئْتَ غَيْظًا ... عَلَى أَحَدٍ فَإِنَّ الْفُحْشَ لَوْمُ

وَلَا تَقْطَعْ أَخًا لَكَ عِنْدَ ذَنْبٍ ... فَإِنَّ الذَّنْبَ يَغْفِرُهُ الْكَرِيمُ (٢)

ومن مواقفه التي تدل على حلمه ما يلي:

- عن عروة بن الزبير: «أن المسور بن مخرمة أخبره أنه قدم وافدا على معاوية بن أبي سفيان، فقضى حاجته، ثم دعاه فأخلاه فقال: يا مسور! ما فعل طعنك على الأئمة؟ فقال المسور: دعنا من هذا، وأحسن فيما قدمنا له، قال معاوية: والله لتكلمن بذات نفسك، والذي تعيب علي، قال المسور: فلم أترك شيئا أعيبه عليه إلا بينته له.

قال معاوية: لا برئ من الذنب، فهل تعد يا مسور مالي من الإصلاح في أمر العامة، فإن الحسنة بعشر أمثالها، أم تعد الذنوب وتترك الحسنات؟

قال المسور: لا والله ما نذكر إلا ما ترى من هذه الذنوب.

قال معاوية: فإنا نعترف لله بكل ذنب أذنبناه، فهل لك يا مسور ذنوب في خاصتك تخشى أن تهلكك إن لم يغفرها الله؟

قال مسور: نعم.


(١) في إسناده ضعف: أخرجه الدينوري في المجالسة وجواهر العلم (٨٠١)، وفي سنده محمد بن موسى البصري، ليِّن، كما في التقريب (٦٣٣٨).
(٢) تاريخ دمشق (٥٩/ ١٨٦ - ١٨٧)، البداية والنهاية (١١/ ٤٤٢).

<<  <   >  >>