للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- فعن سليم بن عامر الخبائري: «أن السماء قحطت، فخرج معاوية بن أبي سفيان وأهل دمشق يستسقون، فلما قعد معاوية على المنبر قال: أين يزيد بن الأسود الجرشي؟ فناداه الناس، فأقبل يتخطى الناس، فأمر معاوية فصعد المنبر فقعد عند رجليه، فقال معاوية: اللهم إنا نستشفع إليك اليوم بخيرنا وأفضلنا، اللهم إنا نستشفع إليك بيزيد بن الأسود الجرشي، يا يزيد! ارفع يديك إلى الله، فرفع يزيد يديه ورفع الناس أيديهم، فما كان أو شك أن فارت سحابة في الغرب كأنها ترس، وهبت لها ريح فسقينا حتى كاد الناس أن لا يبلغوا منازلهم» (١).

ولما أصابه الكبر والضعف، ولم يعد يستطيع أن يخطب قائما؛ خطب قاعدا، واعتذر للناس عن ذلك.

قال الأوزاعي: «كان معاوية بن أبي سفيان أول ما اعتذر إلى الناس في الجلوس في الخطبة الأولى في الجمعة، ولم يصنع ذلك إلا لكبر سنه وضعفه» (٢).


(١) إسناده صحيح: أخرجه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (٢/ ٣٨٠ - ٣٨١).
(٢) إسناده حسن إلى الأوزاعي: أخرجه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (٢/ ٤٧٩)، وفي سنده العباس بن الوليد بن مزيد، صدوق، كما في التقريب (٣١٩٢).

<<  <   >  >>