للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعالى له: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت، ويقول الله: بل أردت أن يقال: فلان جريء, فقد قيل ذاك، ثم ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ركبتي فقال: يا أبا هريرة، أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة.

وقال الوليد أبو عثمان: فأخبرني عقبة بن مسلم: أن شفيا، هو الذي دخل على معاوية فأخبره بهذا»

قال أبو عثمان: وحدثني العلاء بن أبي حكيم، أنه كان سيافا لمعاوية فدخل عليه رجل، فأخبره بهذا عن أبي هريرة، فقال معاوية: قد فُعل بهؤلاء هذا، فكيف بمن بقي من الناس؟ ثم بكى معاوية بكاء شديدا حتى ظننا أنه هالك، وقلنا: قد جاءنا هذا الرجل بشرٍّ، ثم أفاق معاوية ومسح عن وجهه، وقال: صدق الله ورسوله {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون}» (١).


(١) إسناده صحيح: أخرجه الترمذي (٢٣٨٢)، وفي سنده الوليد بن أبي الوليد المدني، قال عنه الحافظ في التقريب (٧٤٦٤): "ليِّن"! لكن يبدو أن حاله أعلى من هذا، وأن الحافظ غمطه حقه، فالرجل وثَّقه: أبو زرعة، وابن معين، والعجلي، ويعقوب بن سفيان، وسئل أبو داود عنه فقال خيرا، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "ربما خالف على قلة روايته". انظر: تحرير تقريب التهذيب (٤/ ٦٨).
والحديث أخرجه مسلم (١٩٠٥)، والنسائي في الكبرى (٤٣٣٠)، بدون ذكر قصة معاوية.

<<  <   >  >>