للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعث عمر - رضي الله عنه - إلى يزيد بن أبي سفيان أن يُسرِّح معاوية إلى قيسارية، وأرسل إلى معاوية بكتابٍ، جاء فيه: «أما بعد، فإنِّي قد ولَّيتُك قيسارية، فسر إليها واستنصر الله عليهم، وأكثر من قول: لا حول ولا قوَّة إلا بالله، الله ربنا وثقتنا ورجاؤنا ومولانا، نعم المولى ونعم النصير».

وامتثل معاوية - رضي الله عنه -، وسار في جنده حتى نزل على أهل قيسارية، وعليهم أبنى، فهزمه وحصره في قيسارية، ثم إنَّهم جعلوا يزاحفونه، وجعلوا لا يزاحفونه من مرة إلا هزمهم وردَّهم إلى حصنهم، ثم زاحفوه آخر ذلك، وخرجوا من صياصيهم، فاقتتلوا في حفيظة واستماتة، فبلغت قتلاهم في المعركة ثمانين ألفاً، وكملها في هزيمتهم مائة ألف، وبعث بالفتح مع رجلين من بني الضبيب، ثم خاف منهما الضعف، فبعث عبد الله بن علقمة الفراسي، وزهير بن الحلاب الخثعمي، وأمرهما أن يتبعاهما ويسبقاهما، فلحقاهما، فطوياهما وهما نائمان.

وانتهى بريد معاوية إلى عمر بالخبر، فجمع الناس وأباتهم على الفرح ليلاً، فحمد الله وقال: لتحمدوا الله على فتح قيسارية، وجعل معاوية قَبْل الفتح وبعده يحبس الأسرى عنده، ويقول: ما صنع ميخائيل بأسرانا صنعنا بأسراهم مثله، ففطمه عن العبث بأسرى المسلمين حتى افتتحها» (١).

وفي سنة سبع عشرة أمَّر عمرُ معاويةَ على الأردن (٢).


(١) إسناده ضعيف: أخرجه الطبري في تاريخه (٣/ ٦٠٣ - ٦٠٤)، وفي سنده سيف بن عمر التميمي، تقدَّم أنه مع ضعفه فهو عمدة في التاريخ، كما أن في السند انقطاعاً بين الطبري وسيف.
(٢) تاريخ الطبري (٤/ ٦٧).

<<  <   >  >>