للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن خالد بن معدان، قال: «أوَّلُ من غزا في البحر معاوية بن أبي سفيان زمان عثمان بن عفان، وقد كان استأذن عمر فيه فلم يأذن له، فلما ولي عثمان لم يزل به معاوية حتى عزم عثمان على ذلك بآخرة، وقال: لا تنتخب الناس، ولا تقرع بينهم، خيِّرهم، فمن اختار الغزو طائعاً فاحمله وأعنه، ففعل واستعمل على البحر عبد الله بن قيس الجاسي حليف بني فزارة، فغزا خمسين غزاة من بين شاتية وصائفة في البحر، ولم يغرق فيه أحد ولم ينكب، وكان يدعو الله أن يرزقه العافية في جنده، وألا يبتليه بمصاب أحد منهم، ففعل» (١).

وقال أنسُ بنُ مالك: « ...... أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية» (٢).

ونقل الحافظُ ابنُ حجرٍ أنَّ: «معاوية أول من ركب البحر للغزاة، وذلك في خلافة عثمان» (٣).

وقد غزا هذه الغزوة مع معاوية - رضي الله عنه - جماعةٌ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فيهم: أبو ذرٍّ، وعُبادة بن الصامت، ومعه زوجته أمُّ حَرَام، والمقداد، وأبو الدرداء، وشدَّاد بن أوس (٤).

وبعد أن تمَّ لمعاوية الظفر على أهل قُبرس، صالحهم على جزيةٍ سنويةٍ، وشروط اشترطها عليهم.


(١) في إسناده مقال: أخرجه الطبري في تاريخه (٤/ ٢٦٠ - ٢٦١) وفي سنده سيف بن عمر التميمي، تقدَّم أنه مع ضعفه فهو عمدة في التاريخ، والراوي عنه: شعيب بن إبراهيم، تقدَّم أن فيه جهالة.
(٢) متفق عليه: أخرجه البخاري (٢٧٩٩) -واللفظ له- ومسلم (١٩١٢).
(٣) فتح الباري (٦/ ٧٧).
(٤) تاريخ الطبري (٤/ ٢٦٠).

<<  <   >  >>